يقول الرجل الخمسيني وهو منهمكا فى ملاحظة العمل فى المدبح 'أنا 'زعبولة أبو وائل' ريس 'الجلادين'، والجلاد هو اللى بيسلخ الجلد من الدبيحة علشان يروح للمدبغة'، وعن أحواله المادية ' باخد أجرتى فى اليوم حسب كمية الشغل؛ يعنى مثلا العجل بـ 20 جنيه؛ وبدي كل واحد من الصبيان اللى تحت إيدى نسبة من الشغل يعني بتقف نسبتى على 10 أو 5 جنيه'.
وهناك من يتجول هنا وهناك داخل هذا العالم؛ إنها 'صباح' ذات العباءة السوداء و'قمطة الإيشارب' القوية على رأسها تحوم داخل المدبح باستمرار من مكان إلى أخر تجمع 'الدهن' من 'الدبيحة' لتبيعه لعملائها سواء من التجار أو الزبائن العادية.
أما خارج أسوار هذا العالم فتجد 'السقاط ' وهو صاحب الطاولة المنصوبة والمعلق عليها 'الكرشة والفشة والممبار ولحمة الرأس'، البواقى المسموح بيعها فقط داخل محيط المدبح بأسعار 'مهاودة' عن أسعار محلات الجزارة .
وبالطبع لا يخلو 'العالم' أو 'المدبح' من 'الدكاترة' التى تتأكد من سلامة 'الدبيحة' والكشف على جودتها ولا عمال النظافة التابعين لإحدى الشركات الخاصة، الذين يقومون بتنظيف المكان باستمرار.