عزيزي راكب المترو لحظة من فضلك، عليك قبل أن تغلق باب منزلك وتُودِع أهلك وتقرر أن تخوض معركتك اليومية أن تُفكر جيدًا، عليك أن تُعيد التفكير مرة أخرى ثم مرة أخيرة، فقد تكون أخر مرة تراهم بها ويرونك أنت على قيد الحياة، عليك أن تتصافى مع مَن أنت على خلاف معهم، عليك أن تؤدي صلاتك في خشوع قبل أن تقرر التوجه إلى أقرب محطة مترو؛ حيث المجهول ينتظرك وينتظر مَن ينتظرك'.. تلك الكلمات دونتها الناشطة الحقوقية 'غدير أحمد' ومؤسسة صفحة 'رصد انتهاكات المترو' على موقع التواصل الاجتماعي 'فيس بوك'، عقب حادثة وفاة 'مديحة شهيدة المترو' .
روت غدير عن قرارها برصد انتهاكات مترو الانفاق؛ حيث استقرت مؤخرا فى مصر قادمة من مدينتها المحلة الكبرى، وأصبحت تتعرض يوميا للمضايقات والمشاكل بداخل مترو الأنفاق وسط غياب أمنى وسلبية من المواطنين، حتى أنها تعرضت أكثر من مرة لحالات اعتداء من قبل بعض الرجال أثناء محاولتها إخراجهم من 'عربة السيدات'، مما دفعها إلى إنشاء صفحة 'رصد انتهاكات المترو' على 'الفيس بوك'، والظهور فى فيديو لتناقش الأمر والترويج لرصد انتهاكات المترو بكل أشكالها من ركوب رجال فى عربات السيدات وتواجد الباعة الجائلين والمتسولين إلى الماكينات التالفة.
وتابعت حديثها قائلة ' من خلال رصدى للانتهاكات المترو تسنى لي أن ألاحظ أن هناك حالة جهل عام بأنواع عربات المترو وقواعد الركوب عند المواطنين، فقررت القيام بحملات توعية على الأرض، ولا نكتفى بالتنديد والرفض على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تنظيم وقفة احتجاجية داخل مترو الانفاق بتاريخ 11 يوليو 2012 وتفاعل الكثير معنا وتضامنوا، وتم تنظيم اربعة وقفات أخرى منهم اثنتين تضامنا مع واقعة 'وفاة مديحة' أثناء انقطاع التيار الكهربائي عن المترو