طبيعة مجتمعنا الغريبة تفرض قوانينها على عقلياته بطرق مجفلة، وتبدوا تلك التأثيرات بشكل واضح عند النقاشات الحامية، وخاصةً عندما نحشر شخصاً ما في الزاوية فيدافع عن نفسه بكل مكنوناته العقلية والنفسية فتخرج تلك الأشياء المختبئة والمستترة وراء أقنعة جميلة..
واكثر ما ألاحظه عندما يحتدم النقاش حول حقوق المراة ويطفو ذلك العقل الذكوري من النساء والرجال على حدّ سواء..
ماهي تلك الحقوق التي لم تاخذيها بعد؟؟يصرخ الرجال باعلى صوتهم هل تريدوننا ان نحبل عن المرأة في يوم من الأيام؟؟ لم يبق الا هذا؟؟ أو ان أردتن اخذ حقوقكن فاخدمن الخدمة العسكرية..
ويصدح صوت النساء: الحنان والعاطفة وكنف الرجل هو الذي يحمينا متى استطاعت القوانين ان تحمي؟؟
وتبدأ النداءات للتحول نحو الدين وما يحويه من مفاهيم وعِبر تفوق اتفاقيات حقوق المرأة والانسان التي أتى بها البشر ..وأي بشر انهم من الغرب الموحش الذي يتربص بنا ليوقعنا في الهاوية في اللحظة التي تصبح بها النساء مساوية للرجال..
أما العائلة والأقارب وذلك المجتمع في الدائرة الأقرب فهم ينصحون: لا تتكلمي بذلك امام الناس كيلا يقولوا عنك مسترجلة....
أما في المنتديات وصفحات التواصل الاجتماعي فيبرز بوضوح مجموعات من عقليات لا تفهم فكرة أن تكون المرأة متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات الا مع أن تكون بأعضائه التناسلية..كيف تصبح المراة والرجل في نقطة واحدة أمام القانون..؟؟ أليس هذا اجحاف بحق الرجل أوليست هذه مطالب تهدم الأسرة وتفرغ معنى الأمومة وتجعل من المرأة شخصاً ذو أنياب..
هذا عراك الناشطين والناشطات بحقوق المرأة على مدى أربع وعشرين ساعة، هذا العراك والاتهامات الموجهة لهم ولهن لا يتوقف طوال الوقت بالاضافة الى غمزات الخيانة..والعمالة ربما..
في عيد المرأة أولا تستحق تلك النساء والرجال الذين عبّروا عن أفكارهم بالمساواة والحرية رغم كل الأشواك في طريقهم..يستحقون الشكر
في عيد المراة الى جميع النساء اللواتي تحارب من مكانها في الأرض ، خلف مكينة الخياطة، وراء أواني الطبخ، وراء مكاتبها، في مكان عملها أيا كان ..عيد أكثر أملا وحلماً نتمناه لك..