مرض التفحم السائب من الأمراض المحمولة داخل الحبة على هيئة أجزاء دقيقة من الغزل الفطري (الميسيليوم) تسكن في منطقة الجنين لذلك فمصدر العدوى الأساسي هو الحبوب الحاملة للغزل الفطري الساكن بجوار الجنين. تحدث العدوى في موسم و تتكشف الإصابة في الموسم التالي.
طريقة حدوث العدوى
يمكن أن تسلك الجرثومة المسببة لمرض التفحم السائب إحدى طريقتين لإحداث العدوى:
من خلال الميسم وقلم الزهرة حتى الوصول إلى المبيض المستعد للتلقيح .وتسلك الجثومة نفس سلوك اللقاح حتى تصل إلى منطقة الجنين وتسكن على هيئة غزل فطري دقيق للغاية لا يمكن كشفه إلا بوسائل فحص خاصة، كما لا تظهر على الحبوب المصابة أية أعراض تميزها عن الحبوب السليمة ويستمر الميسيليوم ساكنا حتى موعد الزراعة التالي ولا يوجد اى تأثير على مواصفات الدقيق الناتج من الحبوب الحاملة للغزل الساكن.
قد تسلك الجرثومة طريق الاختراق المباشر لجدار المبيض و الوصول إلى منطقة الجنين مباشرة ويظل الميسيليوم في حالة سكون كامل حتى موعد الزراعة.
دورة حياة المرض
عند زراعة الحبوب الحاملة للإصابة ينشط الجنين عند امتصاصه للماء و يتم الإنبات وخروج الريشة و في نفس التوقيت يتم حدوث التنبيه للغزل الفطري فينمو و يستطيل كلما استطالت الساق الأولية متلازماً مع القمة النامية.
عند تكوين الإشطاءات (الخلفات)، يرسل الفطر نموات فرعية من الميسيليوم إلى الفروع الجديدة ولا تظهر أية أعراض ظاهرية تميز النباتات المصابة عن السليمة وخلال كل هذه المراحل يكون نمو الميسيليوم بين الخلايا ولا يحدث أي تدمير للخلايا حتى بداية تكوين أو نشوء السنبلة.
عند هذه المرحلة يتحول الميسيليوم إلى النمو الداخلي (أي داخل الخلايا) ويحتل كل أزهار السنبلة و يتحول إلى تكوين الجراثيم السوداء المميزة للفطر ويستقبل الفطر كل المواد الغذائية المرسلة إلى الحبة وتتزايد أعداد الجراثيم المتكونة حتى يقضي تماما على محتويات الحبة، وعند خروج السنبلة من الغمد يتمزق الغلاف الشفاف الذي يحيط بالحبة وتصبح الجراثيم حرة وتتناثر مع الرياح و اهتزاز النباتات لتسقط على الأزهار الجديدة الجاهزة للإخصاب وتسكن بجوار الجنين على هيئة غزل فطري و تعيد نفس الخطوات السابقة و لا يبقى من السنبلة سوى المحور الرئيسي والذى تظهر عليه أماكن تواجد السنيبلات الخالية من أية حبوب.