لم يكن أسبوع ميلانو لأزياء الربيع والصيف لهذا العام حكراً على النساء فقط، بل كان للرجل نصيب منه أيضاً، حيث توالت العروض الرجاليّة التي قدّمها كبار المصمّمين الذين أشعلوا المنصّات بالألوان واستلهموا خطوطهم من جزر هاواى وصحراء المغرب وأناقة الخمسينات البعيدة عن الحدّة والصرامة والألوان القاتمة، وصولاً إلى ثياب طلاب المدارس وصرعات الشباب في شوارع لندن وجنون مطربي البوب... ليجعلوا ربيع وصيف الرجل لهذا العام نابضاً بالألوان والنقوش الاستوائيّة، وبتصاميم الجاكيتات الناعمة والسراويل القصيرة والملابس الرياضية. فقد أعاد أسبوع ميلانو الثقة بصناعة الموضة الإيطالية، من خلال أسماء لامعة مثل روبيرتو كافالي وجورجيو أرماني والثنائيّ دولتشي أند غابانا ودارَي غوتشي وفيرساتشي، الذين قالوا كلمتهم الأخيرة في ما سيلبسه الرجل هذا الموسم.
طغيان اللون الأزرق
رغم تحوّل منصّات العروض إلى شرائط مضيئة من قوس قزح، إلا أنّ اللون الأزرق كان هو الغالب بكلّ تدرّجاته، من المائي والباستيل، مروراً بالتركواز، وصولاً إلى الأزرق الداكن، بكل ما يحمله هذا اللون وظلاله من إيحاءات جميلة تناسب فصلَي الربيع والصيف وتشيع جوّاً من البهجة والانتعاش والراحة. فحرص روبيرتو كافالي على استخدام هذا اللون في الجاكيتات والسراويل، بعد أن أدخل عليها نقشات من جلود الحيوانات، والتي تشكّل جزءاً من أسلوبه وبصمته الخاصّة. أمّا جورجيو أرماني، فقد استخدم الظلال الفاتحة من الأزرق المائل للرمادي، فكانت مثل الأوكسجين الذي يضخّ الحياة في الألوان الأخرى المستخدمة، منها الأبيض والعاجي والبيج والبنّيّ. وكذلك فعلت فيفيان ويستوود التي مزجت الأزرق الفاتح مع الأبيض والعاجي.
بروز القميص وانزواء التي-شيرت:
القميص القطني أو الحريريّ أو المصنوع من الجيرسيه هو قطعة متعدّدة الاستخدامات، يمكن أن تكون رسميّة أو مناسبة للأيّام العاديّة، اعتماداً على لونها وخطوطها وطريقة لبسها. فالقميص مع سروال وجاكيت بقصّات كلاسيكيّة ناعمة هو طلّة مناسبة تماماً للعمل، وهو مثاليّ للسفر والمشاوير الصباحيّة مع حذاء خفيف وسروال مريح. أمّا الأقمشة المستعملة، فكانت متنوّعة، تتراوح ما بين القطنيّ والحريريّ، وصولاً إلى الجلد الصناعيّ الخفيف، فيما استخدمت «فيفيان ويستوود» Vivienne Westwood الساتان المضيء، واختارت دار «دولتشي أند غابانا» D&Gالأقمشة الشفّافة واستخدمتها بطريقة ذكيّة. وكان ثمّة ظهور واضح أيضاً للقمصان بالأكمام القصيرة التي تذكّرنا بموضة الخمسينات، خاصّة عندما تُطوى الأكمام إلى الأعلى، فتبرز جزءاً من عضلات اليد، لتعطي إحساساً بالشباب.
الجاكيتات القطنيّة الخفيفة
قدّم أغلب المصمّمون الجاكيت كقطعة أساسيّة لهذا الموسم، وقد استمرّت الخطوط ذاتها ولم تتغيّر كثيراً، معتمدة أساساً على الأكتاف العريضة، والوسط والخصر الرشيقين، والقصّات الأنيقة الناعمة التي لا تتعدّى كثيراً منطقة الورك. أمّا الأقمشة، فقد غلب عليها النسيج القطني الخفيف، والكتان الذي يعود بنا إلى حقبة الستينات، بألوان هادئة مثل الأزرق والكريميّ والعاجيّ والرماديّ وتدرّجات البنّيّ الفاتحة. كما قدّم المصمّم موريلّو جاكيتات مقلّمة عاموديّاً تساعد على إظهار منطقة الحوض أكثر رشاقة ونحافة، أسلوب يناسب الرجال القصيري القامة.
نقشات المربّعات
والخطوط العاموديّة
قدّمت دار «غوتشي» Gucci مجموعة من البدلات ذات النقشات المربّعة باللونين الأبيض والأسود، وهي تناسب الشباب الذين يدخلون عالم الأعمال ويحتاجون إلى ثياب رسميّة لا تخلو من الخصوصيّة والتفرّد؛ على أنّ هذا النوع من البدلات الصيفيّة بحاجة إلى قميص أبيض كلاسيكيّ مع ربطة عنق على شكل عقدة. أمّا «كافالي» Cavalli فقد استخدم الأقمشة المقلّمة عموديّاً وظهرت في مجموعة من السراويل والقمصان وحتى الحقائب.
أحذية من وحي الخمسينات
أظهر أسبوع ميلانو عودة قويّة لحذاء الخمسينات الذي يذكّرنا بفترة موسيقى الروك أند رول. ويتميّز بخطوطه الناعمة وألوانه المشرقة، مثل الأخضر الزيتونيّ والبرتقاليّ والأزرق، وحتّى الأحمر، جنباً إلى جنب مع الألوان الكلاسيكيّة مثل الأسود والأبيض والبنّيّ. أمّا الكعوب، فلم تكن عالية، وهي مصنوعة من المطّاط، تبرز بألوان متضادّة أحياناً ومنسجمة في أحيان أخرى مع لون الحذاء المزيّن بالشراشيب الجلديّة أو الأربطة والشرائط والإبزيمات. وكان ثمّة ظهور واضح أيضاً للصندل المريح والعمليّ، والذي يُلبَس عادةً مع الثياب العمليّة أو السراويل القصيرة، ويناسب أوقات الصيف والمشي. عموماً، الصندل البلاستيكيّ مخصّص للبحر، والجلدي للمدينة، ويمكن أن يُلبَس مع الجوارب من أجل طلّة أكثر شباباً وتميّزاَ.