تركيب الأذن في الإنسان وفي عدد من الحيوانات الأخرى لا يمكن لأي عاقل أن يتصور حدوثه عن طريق المصادفة .
فللأذن طبلة تستقبل الموجات الصوتية فتتذبذب ، وهذه الذبذبات تؤثر في ثلاث عظام دقيقة مرتبة ترتيباً رائعاً.
والضغط على جانبي الطبلة ينبغي أن يكون متساوياً ، ولهذا الغرض تمتد أنبوبة خلف الطبلة توصل إلى تجويف الأنف ، ويصل بالجزء الداخلي للأذن عظمة تشبه القوقعة في شكلها ، ووظيفتها تحليل الصوت ، وتمييز الأنغام المختلفة ، كما أنّ من وظيفتها أيضاً إحداث الاتزان ، إذ لولاها لما استطعنا أن نخطو خطوة واحدة دون أن نترنح ونسقط .
وتنتقل الذبذبات بعد ذلك عن طريق الأعصاب إلى مركز السمع بالمخ ، ليدرك الإنسان أو الحيوان سماع الأصوات المختلفة بعضها عن بعض .
هل يمكن أن يحدث كل هذا في وقت واحد عن طريق المصادفة ؟
إن نظرية الاحتمالات في العلوم الرياضية تنفي إمكان ذلك نفياً قاطعاً .
فموجد هذا الخلق البديع وما يحتويه من أمور دالة على دقة تدبيرة وصنعه، ألا يستحق منا كل عبادة وخضوع.
وخالق ذلك كله وموجده ومدبره، ألا يمكن لشريعته السمحة وتعاليمه وأحكامه من قدرة على حل مشكلاتنا في هذا العصر.
فلم هذا الكره للإسلام وعلام هذا البغض من تحكيم شريعة الإسلام في البلاد الإسلامية؟!.