ضربني وبكى ! سبقني واشتكي! " كثيرا ما أضحكني هذا المثل الدارج فيما مضى ولم أتصور أبدا أن يتطور المثل لهذه الديباجة " ضربني وبكيت وسبقته واشتكيت لكن عل الأبيض " هذا الذي حدث معي بالمعهد ( الموصوف بالعالي ..... ) للمهن الشاملة بدرنة وخذوا عني روايتي وبدايتها موغلة في القدم حيث صراع الحق مع الباطل دخلت بأعجوبة لهذا المعهد وجلست على كراسيه الخشبية البائسة واستمعت إلى دروس الحاسوب وأكثر ما كان يحزنني أو يؤلمني حال الطالب الجالس معي خلف المقاعـد وتلك السبورة المتعبة التي ربما لم تكن تحجب الدرس وما يكتبه الأستاذ بل تحجب مستقبلا بائسا ينتظر هؤلاء المساكين فكل ما يتم تدريسه غير مجدي في الحياة العملية بلغة الاقتصاد( لا يلبي طلب سوق العمل ) فغياب تام لمؤسسة تضع وتطور وتراقب المقررات الدراسية إلى العبث بمفردات المقررات إلى الأداء السيئ للمحاضرين جميعا ونفور الطلبة من المحاضرات ذهنيا على الأقل إلى التفنن في اصطياد المخالفات للطالب وتطبيق لوائح وقوانين ولا في سويسرا بينما الموظف ومن في حكمه له قوانين أخرى تحكمها الجيوب والأكتاف الوجوه من الأخير ( سوق دلاع ) راجعت القوانين التي يتشدقون بها وهم عنها غافلون فوجدت أنها في وادي والقوم في وادي أخر وما قصة التمهيدي والخمسون دينارا عنا ببعيد عندها استعنت بالله جل وعلا وراجعت الإدارة فردا فردا.. مكتبا مكتبا ..قسما قسما... فلم أجد أي فقه أو إقناع لحجم الدمار الذي نعيشه في المعهد الليبي للمهن الشاملة لكن الذي حدث ادخرته لي الأيام حين كثر الحديث والتذمر من مادة المشروعات الصغيرة التي تدرسها أستاذة كما يبدو ، فالطلاب يشتكون من كثرة المنهج وتشعب نقاطه وكثرة الرسوب فيه ومن محاسن الصدف أني مطلع وقارئ نهم لأدبيات الإدارة لمدة تجاوزت 15 عاما فقمت بدراسة متواضعة للمقرر فوجدت فيه الكثير من الأخطاء لدرجة عجيبة ! سامحوني.. إن هذا المقرر عيب أن يدرس في مؤسسة ليبية ، ولم امكث حتى اتصل بي احد الأصدقاء وقال لي أن هناك لجنة علمية تريد الحوار مع الطلبة بهذا الخصوص ، فرحت جدا و تعجبت من هذا التطور السريع في ليبيا ( لجنة علمية مرة وحدة .. الله اكبر ) التقيت مع تلكم اللجنة وبعد نقاش عقيم أسفر أن اللجنة العلمية يا حسرتي ليست علمية بل تحقيق ولا ادري فيما تحقق فعين الشمس لا يحجبها غربال بعدها قامت أستاذة المادة بطردي من قاعة الدراسة لسبب اني ناقشتها في أصل ومرجع النصوص التي تحشونا بها وكأننا ( امخاد ) بلا رقيب ولا حسيب ( لا حشم ولا جعـرة ) فشكوتها إلى الإدارة وكالعادة فلم تحرك الإدارة ساكنا ثم أتت اللجنة (العلمية و الموش علمية ) واستدعوني وقالوا لي بالحرف الواحد ( انت ماتحكيش والأفضل ما تدخلش الاجتماع ) فاعتبرت الأمر مزحة ثقيلة الدم ودخلت فبادر احدهم وكرر الكلام نفسه أمام الجميع فعلقت على ذالك باني وكيل من الطلبة ومفوض ينوب عنهم لعرض بعض النقاط التي اتفقنا على عرضها للإدارة وان هذا الحق منصوص عليه في القانون المدني والشريعة الإسلامية فقاموا بطردي فغضب الحاضرين لهذا التصرف واعتبروه أهانه لهم جميعا فتدخل احد الموظفين المرافقين ورفع أصبعه ووضعه في وجهي فانتهرته ولم انتبه إلى أن اللجنة ( ليست بس موش علمية ) ايضا ( موش تحقيق ) فالجماعة لا يحملون أي نماذج او استمارات لتوثيق الشهادات وضبط الأقوال وحصر الإشكالات لمعالجتها إحصائيا ورفعها لمتخذي القرار كما هو معلوم فهم جماعة ! عموما لا ادري السبب الحقيقي وراء هذة الزيارات لكن ( لماذا قصة اللجان وما اللجان والأسبوع الجاي وموش شوري و من فوق …!) وهذه اللعنة القذافية التي ما تزال تطاردنا وتبسط نفوذها من جديد بلا خجل !! لماذا يتم تجاهل الخطاب العلمي الأكاديمي وتجريم أصحابه ؟ لماذا يستهدف المخالف لهذا التوجه الفاسد والفاشل ( الإدارة الشعبية ) وتقمع الحريات ويتكتم على صوت الطالب بل واحتقاره وانتقاصه ؟ أخر ما قالته لي ثالث لجنة تحقيق في جريمتي ( الطالب طالب والأستاذ أستاذ ) بالعربي الفصيح أغلق فمك و لا تنتقد أسيادك !!! وتم إيقافي وطردي من المعهد كالمجرمين و الصيع و (توتا توتا ) وسلامات يا عرب .