الدكتور احمد Admin
عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
| موضوع: التاريخ حينما تغير وجهه صفعة السبت سبتمبر 08, 2012 1:06 pm | |
|
شرطيّةٌ صفعت البوعزيزي ؛ لم تكُ تعلم – ربّما – أن صفعتها تلك ستصبح أقوى صفعةٍ في التاريخ .. مع عدم التمجيد لشخصها غير الكريم طبعًا !
و ربّما لم يكُ يعرف البوعزيزي بائع الخضار ذو المؤهل العالي أنّ جسده المحروق – بشرف- سيحرق جميع الـ " روبابيكياوات " بدءًا بروبابيكيا تونس و انتهاءً – ربّما – بروبابيكيا بلاد العجائب ؛ تلك الروبابيكاوات التي لا تبدأ بروبابيكيا الغاصبين للسلطة و أبناءهم و أبناء خالات أصهار أبناءهم ، و قد لا تنتهي بروبابيكيا المعارضات " الموبوءة " و تفريخاتها و تفريخات أبناء خالات أصهار تفريخاتها .. مع التمجيد كثيرًا للبوعزيزي بائع الخضار .
لكن ما لاشكّ فيه أن الزعماء الروبابيكيا لم يكونوا يتخيّلون – حتّى تحت تأثير أسوأ أصناف حبوب الهلوسة – أن قمّتهم الآتية لن تكون إلّا في مزبلة التاريخ التي لا تحوي ، بالمناسبة ، كراسٍ تستوعبهم بقدر ما تكتظ ُّ بكومةٍ من اللعنات التي قد لا تنتهي حتّى بتسليم أرواحهم رسميًّا أو بشكلٍ غير رسمي ٍّ للملك الموكّل بقبض الأرواح .. عليه السلام .
هي إذن صفعة ٌ غيّرت وجه التاريخ بشكلٍ يدعو للتساؤل عمّا إذا كان وجه البوعزيزي المصفوع لا يعدو كونه وجه التاريخ النائم الذي صُفع صفعة ً دعته للإستيقاظ بعنفٍ ليقول للظلم الاستثناء : لا .. و بقوة ؟!
و هكذا لم يكُ غريبًا ، مادام التاريخ قد انتفض ، أن تخرج الشعوب الفائرة من غيبوبتها ، فجأةً ربّما ، برغم صفارات الإنذار التي كانت تطلقها ، بشكلٍ أو بآخر ، ضد زعماء ٍ معدومي الصلاحية استقبلوا تلكم الصفارات بكثير ٍ من التجاهل الذي أملته عليهم انتشاءات جنون العظمة التي جعلتهم يؤمنون ، ربّما ، بأنّهم الآلهة حينما تلبس " كرافات " و تحوّل أرصدة عبيدها الشعوب إلى بنوك سويسرا تارة ؛ و تارةً إلى جيوب زوجات و أبناء و أصهار و أقارب الآلهة .. حتّى من بعيد !
و حقيقةٌ ؛ طالما اعتقدت أنّ التاريخ ، و إن غضّ الطرف كثيرًا عن مدعيّ الألوهية من طغاةٍ هنا و آخرين هناك ، من المؤمنين جدًّا بألّا إله إلّا الله بقدرٍ لا يقل عن اعتقادي بأن تليفزيونات الآلهة " الفالصو " , و مؤسساتهم الأمنية , و " زعرانهم " ، سواءً منهم الموزّعين على ظهور الوزارات أو على ظهور الجمال و البغال في معاركٍ يديرونها لحساب " ما قبل التاريخ " ؛ جميعهم يحملون إيمانًا من نوعٍ آخر ؛ ذاك الإيمان الذي يجعلهم يتبتّلون سرًّا ، و علانيةً ربّما ، بألّا إله إلّا طاغيتهم و لا وصيّ إلّا إبنه .. الـ " عبيط جدًّا " بالمناسبة ! و بالمثل ؛ كنت أؤمن – و ما زلت لا شك – أنّ الأوطانَ البكر أوطانٌ غير قابلةٍ للزواج بأحدٍ حتّى تصفـه تليفزيونات ما قبل التاريخ بأبينا الذي تجب علينا طاعته بشكلٍ يدعو للضحك حدّ الغثيان .. حقًّا ؛ لا أدري متى تزّوج أباهم الطاغية من أوطاننا البكر , و أين , و من هذا المأذون " المأفون " الذي شهد على مراسم ذلكم الزواج ، حتّـى و إن كان زواج " متعة " ؟!
يُحكى أنّه حينما مات فلانٌ و فلان ٌ و فلان ٌ و فلان ، و سقطت شعارت " بالروح بالدم نفديك يا فلان " ؛ حينها جاء الصبح و آن للتاريخ أن يسكت عن الكلام اللامباح ، و قال حفيدي أنّه رأى التاريخ يتجوّل في الشوارع العربية هاتفًا : عاش الوطن العربيّ الحر ، و رمزه فخامة الأخت الحرية حفظها الله .
أووووووه ؛ كدت أنسى يا كتّاب التقارير ؛ إسمي مصطفى عامر ، و يمكنكم مراسلتي عبر الإيميل لأخذ رقم جواز سفري . بالمناسبة ؛ التاريخ يكتب تقاريره أيضًا .. " إبتسامةٌ صفراااء .. جدًّا
"
| |
|