حينما ينطفئ حولك كل الضياء..
تضم عباءتك إلى صدرك...
تتجبه بسكون إلى باب مضيء يظهر فجأة وسط الظلام الحالك..
معزوفة روح
لا تلتفت إلى الخلف أبدا....
فما زال الظلام كئيبا...
وذاك الباب المؤدي إلى سلم مظلم اخر....
تنبعث اسفل كل درجة منه بعضا من الضوء الخافت
ينير لك الطريق..
معزوفة روح
تصعد
وتصعد
وتصعد..
كأنما لا نهاية لهذا الصعود..
وحينما تشعر انك وصلت إلى قمة العالم.. تجد امامك باب آخر..
معزوفة روح
تخرج إلى الهواء الطلق.. لتجد انك على منطقة منبسطة في اعلى جبال العالم..
مكان مهيأ لك خصيصا.. كأنه معبد قديم... انتهت آثاره إلا بعضا منك...
معزوفة روح
بعض الزهور والحشائش نابتة على اطرافه..
وضوء من مكان ما اسفل كل مركن اخضر ينبعث...
فيعطي اجواء من افتقاد داخل روحك الندية...
معزوفة روح
رداءك الأبيض يتطاير خلفك اثر الريح...
وانت تنظر امامك.. نحو القمر....
ذاك الذي ينظر نحوك بشموخ من بين رأسي جبلين من الثلج....
منعكسا على بحيرة فضية......
ملقيا ضياؤه كــ مشط يسرح به اوراق الشجرات التي تبدو لك بعيدة بعيدة...
فما زلت تنظر إليها من قمة العالم
معزوفة روح
تجلس على حافة المكان....
تضم ركبتيك إلى صدرك..
تهب عليك نسمات الهواء الباردة فتنعش افكارك..
خيوط من دخان عطر ينبعث من مكان ما خلفك....
الضباب يغلف روحك...
يجعلك داخل افكارك تحيا..
وما زالت..
معزوفة روح
تنبعث من مكان ما..
بصوت مرتفع داخل اعماقك
كأنما الكون كله اصبح يعزف من حولك
وانت تعرف انها
معزوفة روح
منبعثة في فكرك فقط..
تنسى كل الحياة..
تنسى المكان.. والزمان
تنتمي فقط إلى القمر
وإلى هذا المكان الوليد
الذي نسجه فكرك
ذاك الضياء..
والسلم الصاعد..
وانعكاس القمر على اطراف الكينونة
هي هدنة بين الفكر والحياة..
معزوفة روح
نقطة المبدأ والمنتهى
حينما تولد الشمس
وتموت
في هذا المكان
وانت ما زلت صامتا تناجي الريح
رداؤك خلفك يطير
كــ اجنحة الملائكة
وانت.. كــ ملاك
لم يعد ينتمي إلى الأرض
ولا إلى الحياة..
ولا حتى إلى الموت
لحظة يتوقف فيها الزمن
وتقف انت فيها
في معبد القمر
حيث تستمع إلى
معزوفة روح