عسير أن تقطع رحلة الحياة وحيداً
وأعسرُ منه أن تذرع الدرب ، مع قلبٍ لا تحس به ، ولا يحس بك
إنها رحلة ثـــقيلة ، باردة
المشاركة الوجدانية ُ الخالصة هي روح الحياة . . لا بد للإنسان من قلب يخصف من ورق حنانه ، ويهصر
في فمه ثمرة الحب
معاً على طريق واحد ، عبر الاثنان ، ذات يوم ، حتى طال عليهما الزمن
كانت الطريق ُ موحشة ، والخطوات متثاقلة ، كأنها تسير رغماً عنها ، إلى هدف لا تعرف عنه شيئاً ، ثم
اختلفت بنا طريق الحياة
لم يبق إلا شبحٌ من ذكرياتٍ انحسرت ظلالها في زوايا النسيان من أعماق النفس
كنا نغمس خبزنا في طبق واحد
والأيام تمر بنا ونحن على هوامش السعادة ، نزداد جفافاُ وخواءً ، لأن رحيق الحب هاجر من
أزاهير
طموحنا وآمالنا ، إلى غير رجعة
أية حياة دون حب
أنا أتكلم عن الحب الإنساني العميق ، كمجاهيلِ البحر الأزرق
الحب النقي كقلب وردةٍ لم تتفتق عنها أكمام البُرعم الأخضر
لن تكون هناك حياة حقيقية بغير حب
الكراهية لا تبني عُشاً ، ولا تعمر حديقة
كل الأشياء المغرية في الحياة . . . من بهاريج المال والحُظوة
لا تصنع حياة غنية بقيم الخير والجمال
الحب ، وحده ، الذي يعطينا أنفسنا الضائعة ، ويرينا الذي لم نره في أعماقنا
إنه القوة المبدعة الرقيقة التي تدفعنا في زحام الدرب ، مُغامرين
مبدعين . . فاتحين
والقلب ، إذا أجدبت في شغافه نبعة ُ الحب ، فأنه يصبحُ ، بين ضلوعنا ، جُثة تنطف فساداً وضحالةً
وركوداً
شمس الإنسان تشرق من قلبه
والذين لا قلوب لهم ، لن يطلع في لياليهم فجر
ولن يضيء نهار