الدكتور احمد Admin
عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
| موضوع: عندما نضع الحقائق في موضعها الأحد سبتمبر 09, 2012 12:45 pm | |
| هل يقلقكم ذلك الخبر الذي ينص على زواج الرجل من شغالته أو زواج المرأة من سائقها؟ إننا نجد انتشار مثل هذا الخبر بكثرة وخاصة في العشرالأخيرة من السنين ..وكذلك نجد مناولة الإعلام لتلك الأخبار كل حسب هواه ،فمنهم من يريد اثبات ضعف نفس الرجل المسلم الخليجي،ومنهم من يريد اثبات ضعف دعائم الأسرة في المجتمع الإسلامي وخاصة في دول الخليج إننا نسمع تلك الأخبار ثم تختلف وجهات نظر كل واحد منا فمنا من يتأفف ومنا من يتأسف ومنا من يلوك ذلك كالعلك،ولكن أكثرنا يسارع في لوم الرجل أو لوم المرأة … ولكن ………مهلا قفوا لأحدثكم بحديث يختلف تماما عن ابداء وجهة النظر أو اللوم أو العتاب أو المهزلة،ذلك الحديث قد يثلج صدري وصدوركم ويجعلنا نفكر بجدية أكثر لإخراج الأمة من الهاوية التي وقعت فيها فانصتوا إلي رحمكم الله ذات يوم كنت في السيارة ووقع بصري على سيارة أخرى فخمة ..فخمة جدا ورغم بساطة سيارتي إلا أنني لم أتمنى مثل تلك السيارةالفخمة،- لأنني كنت وما زلت مؤمنة حق الإيمان أن الإنسان لا تكتمل سعادته بالفخامة قدر ما يزداد قلقه بذلك،وأن سعادته الحقيقية تنبع من معان كامنة داخل نفسه- كان يسوقها سائق وفي الخلف امرأة بحجابها الكامل… ثم يوم آخر وقع بصري على سيارة أخرى جميلة كانت تقف بجانب مبنى تعليمي ويقودها سائق ويبدو عليه علامات الانتظار وهو ينفث الدخان من سيجارته وقد استراح على المقعد وكأنه في مقهى وفي يوم ثالث وقع بصري على سيارة ثالثة واقفة امام المحل التجاري وتخرج امرأة مطقطقة حذاؤها وفي يدها كيسا تجاريا فيسرع السائق ليفتح لها الباب الخلفي ويأخذ منها الكيس فتناوله بسرعة وكأنها كانت تنتظر من يحمل عنها هذاالهم ….. وفي أحد الأيام قمت باتصال بأحد صديقاتي فصوت اجنبي يرد على الهاتف ولكنه مأنوس لدي من كثرة ما أسمع منها عن نوم المدام أو ماما، أو عدم وجودها في المنزل ثم أسمع صوت بكاء الأطفال فيسرع ذلك الصوت المأنوس بقفل سماعة الهاتف وكأن صفارة إنذار قد دق .. وصديقة أخرى تتصل بي وتطيل معي ساعة أو ساعتين ولما قلت لها سائلة..الطبيخ؟ الشغالة.. -الغسيل؟ الشغالة.. -الكنيس ؟ الشغالة.. -الأطفال؟ الشغالة.. قلت لها: وأنت . قالت لي : ما عندي وقت .. والأعجب من ذلك ،ذلك المنظر الذي حيرني كثيرا عندما رأيت سيارة تقف امام الحديقة ويخرج منها مجموعة أطفال وهم يمسكون بيد الشغالة،ثم يأتي السائق ليقوم بتمشية الجميع وشراء التذاكر ،وينتهي ترفيههم الذي بدأ بعد صلاة المغرب الساعة الثانية ليلا وهكذا كل يوم تتكرر مثل هذه المناظر بتكرار احتكاكنا بمجتمعنا. ثم أننا أخذنا نسمع ونرى المآسي..هروب الأبناء ، الخيانة الزوجية،زواج الرجل من الشغالة أو زواج المرأة من السائق ..( وفي حديثنا اليوم نتناول الأخير). ثم أننا أخذنا نلوم ..نلوم تلك المرأة وذلك الرجل،ثم نقاطعهما،ثم نلوك الحديث عنهما في كل مجلس فنرتكب بذلك عدة ذنوب في آن واحد ،حيث أننا نكون قد اغتبناهما وقاطعناهما و..و..و .. متناسيين حقيقة من الحقائق أو متغافلين عنها لكثرة مشاغلنا الشخصية.. إن الفطرة الإنسانية الكامنة في كل من الرجل والمرأة و ميلهما إلى الآخر من أجل إرضاء الرجولة والأنوثة لا يمكن أن تتغير مهما تغير الزمان والمكان أو تغير الفارق الاجتماعي،أو تغيرت أنماط الحياة فالإنسان مهما بلغ غناه أو فقره ومهما ركب أفخم السيارات وعاش في أفخم البيوت ، أو لم يركب إلا متوروللا ولم يعيش إلا في كوخ فهو يبقى ضعيفا أمام حقيقة علاقة كل منهما بالآخر فالعلاقة التي تربط الرجل بالمرأة هي علاقة الشعور بالسكينة والتي يتحقق جزء منها بتذلل المرأة له ومسكنتها وعنايتها بالبيت وخدمتها للزوج ورعايتها للأطفال وتلك حقيقة بينها رسول الهدى معلم البشرية في أحاديثه الشريفة،فقال وهو يرغب في الزواج :" تزوجوا الولود الودود …" ][1] فالمرأة الودود: هي التي تتحبب إلى زوجها بحسن أخلاقها وجميل صفاتها وطاعتها وخفضها له. ولذلك نجد أن الرجل إذا حرم من تلك الأشياء أو جزء كبير منها ثم وجد ذلك عند أقرب امرأة منه وهي الشغالة فلا ولن يتأخر من الإقدام على الزواج منها فهو يبحث عن السكينة والراحة والتي هي من متطلبات حياته الأساسية فالشغالة في الحقيقة تقوم بكل ما يجب أن تقوم به شريكة حياته فهي تحضر له الطعام وتكنس وتغسل وتكوي وتستقبل.. أليس ذلك حري أن يغريه والذي لا يجده عند زوجته التي يرتبط بها بورقة عقد؟!! ولكن لم يكن ذلك الارتباط قد اكتمل بالحلقات الأخرى لتصبح سلسلة الحياة الزوجية متماسكة أما العلاقة التي تربط المرأة بالرجل هي علاقة الشعور بالسكينة والتي يتحقق جزء منها بقيام الرجل على امورها وقيادتها واشعارها بأنه سند لها واحساسها بالأمان وتلك حقيقة بينها القرآن الكريم والأحاديث الشريفة فقد قال الله تعالى :"الرجال قوامون على النساء" . أي أن الرجل يقوم بتدبير أمورها ويذب عنها ويحميها ويكفيها تحمل أعباء الحياة التي تتطلب صفة الرجولة من خروج إلى الأسواق والـتعامل مع الرجال،أو الخروج للعمل لمشاركة الرجل في الإنفاق على الأسرة وقال صلى الله عليه وسلم واصفا الرجل الذي يتخلى عن القوامة بمعناه الشامل بأنه "ديوث"،وأن جزاءه الحرمان من الجنة:" ثلاثة لا يدخلون الجنة،مدمن الخمر،والعاق لوالديه،والديوث"][2] . وقال مفسرا الديوث :بأنه الذي يقر الخبث في أهله. فإذا حرمت المرأة من تلك المتطلبات الأساسية في حياتها ووجدت عند أقرب رجل تتعامل معه لا ولن تتأخر من الإقدام على الزواج منه. فحياة المرأة والرجل التي أصلها الكد والتعب لا يستطيع أحدهما أن يقضيها بسكينة مالم يجد كل واحد منهما من يكمله من شريك الحياة فإذا أردنا أن نكف أذاننا عن سماع مثل تلك الأخبار على كل واحد منا - رجلا كان أم امرأة- علينا أن نفكر بالواجبات المناطة على عواتقنا. ثم علينا أن نراجع أنفسنا هل قمنا بأداء تلك الواجبات والتي في الأصل هي من المتطلبات النفسية الهامة والتكوين الخاص للرجل والمرأة في جميع مراحلهما الحياتية…….. فالمرأة لا تستطيع أن تتخلى عن قوامة الرجل بحال من الأحوال ولكنها قد تضطر إلى ذلك بتخلي الرجل عنها والقوامة لا تتحقق بفرض أوامر فقط ،بل لا بد أن يختلط ذلك بالعواطف و تحقيق الرغبات الخارجية والداخلية والرجل لا يستطيع أن يتخلى عن المرأة وخدمتها له وطاعتها وتذللها بحال من الأحوال،ولكنه قد يضطر إلى ذلك بتخليها والأنوثة لا تتحقق بالتدلل والغيرة فقط ،بل لا بد أن يختلط ذلك بجميع المقومات الأخرى من تودد و تحبب وتحقيق الرغبات الداخلية والخارجية فليعد الرجل إلى قوامته الحقيقية بالغيرة والشهامة والمروءة و تلك هي الرجولة الحقة ولتعد المرأة إلى مسكنها الأصلي بالخدمة والرعاية والتحبب والتودد فليحذر الرجل من التخلي عن القوامة وإسناد وظائفه إلى رجل آخر وإن كان أمينا لألا يصبح ذلك الرجل مصدر سكن ابنته أو أخته أو حتى زوجته فيصبح جزءا من العائلة في يوم من الأيام، ولتحذر المرأة من التخلي عن الأنوثة الحقة و إسناد وظائفها إلى امرأة أخرى وإن كانت أمينة لألا تصبح تلك المرأة مصدر سكن الزوج أو الابن أو الأخ ثم تصبح جزءا من العائلة ألا فليحذر كل واحد منهما أن يضرب الفأس على رجله..ألا فليصبح كل واحد منهما سكن للآخر | |
|