الدكتور احمد Admin
عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
| موضوع: سن النضج عند المراة الإثنين سبتمبر 17, 2012 8:34 pm | |
| سن اليأس هذا المصطلح الذي يمثل لدى الكثير من النساء نهاية سن الشباب بنشاطه وحيويته، وبداية الشيخوخة المليئة بالمتاعب والآلام، هذا معنى سن اليأس عند الكثيرات ، وهو اعتقاد خاطى، فاليأس ليس يأسا من الحياة، ولكنه يأس من الإنجاب فقط، حيث ينقطع الطمث كتطور طبيعى أراده الله عز وجل للمرأة، ولا يعنى دخول المرأة هذه المرحلة بداية لانسحابها من الحياة، ويأسها من إنجاز المزيد من النجاح، وإنما هي مرحلة جديدة تمثل قمة النضج للمرأة تدخلها إلى عالم جديد تستطيع فيه أن تكون أكثر حكمة وخبرة في إدارة حياتها، بل وحياة كل من حولها، هذا إن أعطت نفسها الفرصة للمعرفة أكثر عن هذه المرحلة وتخلصت من الموروثات القديمة في الاعتقاد بأن سن اليأس، والذي نفضل أن نسميه سن انقطاع الطمث، نهاية حياة وليس بداية حياة جديدة تنعم فيها وتعيشها كما عاشت من قبل أي مرحلة من حياتها ...فما هى حقيقة سن اليأس؟ وكيف تجتاز المرأة هذه المرحلة بنجاح ، باعتبارها مرحلة النضج والامل ....؟ فى البداية تؤكد اخصتاصية أمراض النساء والتوليد الدكتورة أروى عمر، أن معرفة المرأة وثقافتها عن هذه المرحلة يلعبان دورا هاما في تخفيف حدة التغيرات التى تحدث لها في هذه المرحلة ، والتى تكون صادمة، ولا تعرف لها تفسيرا إذا ما جهلت أسبابها وكيف تحدث، لذا أولا عليها أن تعرف أن سن اليأس هو مرحلة انقطاع الدورة الشهرية لفترة تزيد على 6 أشهر، وهذه ظاهرة طبيعية تحدث لدى كل النساء في عمر 45 ـ 55 سنة. وهي مرحلة انتقالية من سن الخصوبة إلى مرحلة عدم القدرة على الإنجاب ، والسبب غالبا ما يكون انتهاء عدد البويضات الموجودة في المبيض، وبالتالي توقف المبيض عن إنتاج هورمون الإستروجين، ويصاحب هذه المرحلة الكثير من الأعراض التي تختلف شدتها بين امرأة وأخرى.وغالبا ما تصل المرأة إلى سن اليأس بصورة تدريجية، إذ يبدأ الأمر عادة بعدم انتظام الدورة الشهرية لمدة عام أو أكثر، حيث تأتي الدورة الشهرية على فترات متقاربة، ثم تبدأ بالتباعد كل شهرين أو أكثر، ثم تنقطع الدورة تماماً، وفي بعض الحالات قد تصل المرأة إلى سن اليأس بصورة فجائية، حيث تنقطع الدورة الشهرية فجأة بعد أشهر أو سنوات من الدورات المنتظمة .وهناك أسباب أخرى لسن اليأس منها فشل المبيض، كنتيجة طبيعية للاستئصال الجراحي للمبيضين لسبب ما، مثل وجود أورام سرطانية أو غيره، وأيضاً عجز المبيض المبكر، ويحدث عندما تكون المرأة في عمر أقل من 45 سنة، ويفقد المبيض قدرته على إنتاج هورمون الإستروجين، على الرغم من وجود عدد طبيعي للبويضات في المبيض، وغالبا ما يكون السبب وجود خلل في جهاز المناعة، حيث يكوّن الجسم أجساما مضادة تهاجم المبيض، وتقلل من وظيفته الطبيعية، كذلك العلاجات الكيميائية التي تستخدم في علاج بعض الأورام السرطانية، كسرطان الثدي، التي تؤدي إلى تثبيط المبيض ومن ثم توقف عمله.وهناك عدة أعراض تنتاب المرأة في هذه المرحلة، منها نوبات الحرارة في الوجه والرأس والتعرق الكثير، وتغير في المزاج وعدم القدرة على النوم والشعور بالاكتئاب والقلق ، كذلك حدوث ألم عند الجماع وذلك لأن نقص هورمون الإستروجين يؤدي إلى قلة إفرازات المهبل ، وبالتالي جفافه وضمور جدار المهبل، وبالتالي الإحساس بالألم، ومن الأعراض أيضا عدم السيطرة على البول، خاصة عند السعال بسبب ضمور جدار المثانة والإحليل، وكثرة الإصابة بالتهابات مجرى البول، وتعانى المرأة في هذا السن من هشاشة العظام وتشعر المرأة بألم في العظام غالبا في الرسغ وفقرات الظهر وعظام الحوض، وتكون العظام أكثر عرضة للكسر وتزداد فرص الإصابة بأمراض القلب. وتوضح الدكتورة أروى ما يطرأ طبيا على المرأة بعد مرحلة سن انقطاع الطمث وتقول: من المفترض عدم وجود أي نزيف من الرحم بعد هذه الفترة، ولكن بعض النساء يحدث لهن نزيف، فيعتقدن أن الدورة الشهرية قد عاودتهن مرة أخرى، ويجهلن أن في ذلك خطورة عليهن، فإن ذلك قد يكون معناة تعرض المهبل للتقرحات نتيجة نقص هرمون الإستروجين، وبالتالى ضمور غشاء المهبل، أو وجود زوائد لحمية متدلية من باطن الرحم إلى عنق الرحم، وهذه من السهل إزالتها، أيضا وجود قرحة في عنق الرحم أو سرطان عنق الرحم يؤدى إلى النزف، وقد يكون النزف نتيجة التغيرات التي تحدث داخل الرحم، وتؤدي إلى تضخم بطانة الرحم، وإذا ما أهملت تتحول إلى سرطان الرحم.كل ذلك بحاجة إلى متابعة المختص إذا حدث نزيف عند المرأة بعد دخولها مرحلة توقف الطمث، وليس عليها أن تهمل ذلك مطلقا لأنه قد يكون مؤشر خطر على المرأة، لأن المرأة عادة تخجل من ذكر ذلك أو تهمله، وأخيرا من الضروري أن تعي المرأة أن انقطاع الطمث لا يؤثر على قدرتها الجنسية، فالمرأة في هذا السن تستمتع بالعلاقة الزوجية كما في السابق، لذا فإن اعتقاد المرأة بأن دورها انتهى، ولا بد لها من الكف عن ممارستها هو اعتقاد خاطئ، فالعديد من النساء تزداد علاقتهن بأزواجهن في هذه المرحلة.تناول الفيتاميناتومن المهم للمرأة في هذه المرحلة المتابعة مع طبيب متخصص لإعطائها الأدوية والهرمونات اللازمة لهذه المرحلة، فيجب عليها المحافظة على تناول أقراص الكالسيوم وفيتامين (D) للتقليل من نسبة تكسر العظام، وأيضا فيتامين (E) للتقليل من الشعور بهبات الحرارة والتعرق، كذلك من الضرورى تناول الهرمونات البديلة التي تساعد المرأة على التغلب على أعراض سن اليأس.ومحافظة المرأة على ممارسة الرياضة يقوى العظام والقلب، وتساعد على إنقاص الوزن وانخفاض ضغط الدم والكوليسترول والسكري،مما يجعلها أقل عرضة للإصابة بأعراض سن اليأس ، و تسهم الرياضة في التقليل من الكآبة وتحسين حالة النوم، إضافة إلى تقليل العرق والحرارة اللذين تشعر بهما النساء في سن اليأس . وأبسط أنواع الرياضة التي يمكن ممارستها من قبل جميع النساء هي المشي، حيث وجد أن المشي لمدة ساعة كل أسبوع تقلل من نسبة الإصابة بأمراض القلب إلى النصف.الأعراض النفسيةومن الضرورى عدم إغفال النواحي الاجتماعية والنفسية المحيطة بالمرأة، والتي تسهم إسهاما كبيرا في عبور هذه المرحلة الهامة في حياتها بنجاح، فينبغى على المرأة كما تؤكد الاختصاصية النفسية الدكتورة هويدا حسين،أن تكون على وعي تام ومعرفة بأبعاد هذه المرحلة، وأن تدرك التغيرات التي تمر بها سواء الجسمانية أو النفسية حتى لا تصدم بمثل هذه التغيرات.وينبغى على المرأة أن تعلم جيدا أن فترة سن اليأس هى يأس من الإنجاب فقط، ودخولها مرحلة انقطاع الطمث لا يعنى انتهاء حياتها التي تنعم فيها بالشباب والصحة، وأنها أصبحت مسنة لا تستطيع أن تنعم بالنشاط والحيوية، ولكنها مرحلة جديدة لها مميزاتها وعيوبها التي يجب أن تتعامل معها، وتحتاج من المرأة بعض الإجراءات للمحافظة على صحتها ونشاطها وثقتها بنفسها، وعدم الاستسلام للإحباط والاكتئاب المتزامنين مع التغيرات الهرمونية، والانزعاج من التغيرات الشكلية التي سوف تحدث لا محالة.ومعرفة المرأة بأن كل سن له مميزاته وعيوبه سيسهم إيجابيا في تقبل التغيرات التي تحدث، وجعلها مرحلة راحة واستجمام واستمتاع بإنجازاتها السابقة، ولا مانع من اللجوء إلى المساعدة الطبية النفسية إذا ما احتاجت المرأة إلى ذلك، حتى لا تتفاقم مشكلاتها النفسية، وتصبح أمراضا مستعصية، ولا نغفل أهمية مساندة الأسرة للأم في هذه المرحلة فهي كما ساندت زوجها وأولادها، فقد آن الأوان لأن يردوا لها الجميل، فالزوج له أهم دور وخاصة إن كان يمر بنفس مرحلة سن اليأس، فكلاهما يمر بمرحلة يعتقد أنها مرحلة نهاية الشباب، والطريق نحو الشيخوخة.ونحن في مجتمعاتنا العربية نتميز بشيء هام، وهو إعلاء قيمة التكافل الاجتماعي، واحترام الأسرة، وإدراك أهمية المرأة في حياتنا كزوجة وأم، فلا نرى ما نراه في المجتمعات الغربية من هجر الزوج لزوجته بمجرد أن تطرأ عليها التغيرات الشكلية، أو جحود من الابناء تجاه الأم يسهم في معاناتها أكثر .وتنمية المرأة لعلاقاتها الاجتماعية، وعدم الاستسلام للعزلة والانطواء، له أثر كبير في زيادة الثقة بالنفس، وإسهامها في حياة المحيطين بها بشكل إيجابي، خاصة إن كانت تشارك في تربية الأحفاد، له عظيم الأثر في شغل وقتها، وإعطائها الأمل في أن دورها في الحياة لم ينتهِ بعد . | |
|