حظي
الطفل باهتمام كبير في الشريعة الإسلامية التي كانت سباقة إلى تشريع حقوق
الطفل وضمانها في جميع مراحل حياته بدءاً من مرحلة الأجنة ومروراً بمختلف
مراحل نموه , وهناك مغالطة واضحة وردت في الموجز الصادر عن منظمة الأمم
المتحدة الذي أشار إلى أن وضع المفاهيم الخاصة بحقوق الطفل في العالم قاطبة
يرجع إلى إعلان جنيف الصادر عام 1942 م , في حين أن الدين الإسلامي الحنيف
الذي رعى الطفولة أحسن رعاية قد سبق إعلان جنيف بمئات السنين .
ومن
المفارقات أن نرى العالم المعاصر يفخر ( في عام 1995 م ) بإقراره حق الطفل
في اسمه والميراث والحضانة والرضاعة والكفالة وفق ما جاء في الإعلام
العالمي لحقوق الطفل واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل الصادرة عام 1989 م
, ويغفل أن الإسلام قد رعى حقوق الطفل بصفته إنساناً وشدد على حمايته من
التعذيب والتنكيل وإساءة المعاملة والاستغلال , وأوضح الملامح الرئيسة
لتربيته وحماية أمواله خاصة في حالات اليتم , وضمن حق الطفل في النسب
والاسم والميراث والحضانة والرضاعة والكفالة .
إن
حقوق الطفل في الإسلام تستغرق أهم ما جاء في الوثائق الدولية من أمور
تستحق الاهتمام, وأن مفهوم ( الحقوق الإسلامية للطفل ) يسمو على كل ما يضر
بعقل الطفل وفكره وبدنه من حريات تنافي حسن عبادة الله وما شرعه من خلق
وآداب, أوتضر بالطفل نفسه .
فالإسلام دين الفطرة السليمة ويراعي كل ما تحتاج إليه من أمور متجددة في توازن محمود, بدون إفراط أو تفريط, وفي غير تحجر أو تسيب .
إن
حقوق الطفل العامة هي منح ربانية شرعت لكل الأطفال بكل فئاتهم ومستوياتهم
الاجتماعية, أما الحقوق الخاصة لبعض الفئات من الأطفال كالأيتام واللقطاء
فهي مزيد من الرعاية لهذا القطاع من الأطفال تقديراً لظروفهم الخاصة, على
النحو الذي سوف نفصله في مواضيع قادمة إن شاء الله