الدكتور احمد Admin
عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
| موضوع: مشروع دور الحضانة الملحق بالحرمين: الإثنين سبتمبر 17, 2012 8:54 pm | |
| أعطت الشريعة الإسلامية للمرأة الحق في الحج والعمرة بل وأوجبت الحج على كل مسلم سواء كان رجلا أو امرأة حال توافرت فيه شروط معينة وهي الإسلام لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا " وشرط العقل والحرية, فلا حج على العبد, والاستطاعة لقوله تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً), وعلى هذا يجوز للمرأة أداء فريضة الحج في أي مرحلة من مراحل عمرها حال توفرت فيها هذه الشروط, ومع ذلك تظهر المشكلة عند تفكير المرأة المتزوجة والمسئولة عن رعاية أطفال ممن هم دون سن السادسة في أداء فريضة الحج لأنهم في أشد الحاجة للرعاية والاهتمام, وهنا يتشتت تفكير الأم ما بين التراجع عن القرار حفاظا على أبنائها من مشقة مشوار الحج عليهم وتفضيلها البقاء بالقرب منهم, وبين اصطحاب أطفالها معها لأداء فريضة الحج واغتنام الفرصة التي قد لا تتكرر مرة أخرى, معرضة أطفالها للكثير من المعاناة والمخاطر, فربما يحدث ما لا يحمد عقباه إلى جانب حرمانها من الاستمتاع بالرحلة والعبادة في خشوع بالشكل المرجو, وإما أن تتركهم عند أحد الأهل أو الجيران وفي هذه الحالة يظل بالها مشغولا بالتفكير فيهم دون الاستمتاع بالرحلة أيضا. دور حضانات ملحقة بالحرمين: ومن هنا وحلا لهذه المشكلة المتكررة في كل موسم حج أو عمرة وتوفيرا للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في سبيل إعادة الأطفال التائهين إلى ذويهم, طرحت الباحثة السعودية, الدكتورة عفاف بن علي مجاهد عضو هيئة التدريس تخصص تربية طفل بجامعة القصيم، مشروعًا جديدًا لإنشاء دور حضانة ملحقة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومناطق المشاعر المقدسة، لخدمة الأسر الزائرة من الحجاج والمعتمرين لهذه الأماكن لأداء مناسك الحج والعمرة ورعاية صغارهم في فترة تواجدهم بها. وبحسب ما نقلته صحيفة المدينة السعودية, أكدت الباحثة على أهمية أن تكون هذه الدور نموذجية في مجال رعاية الأطفال ممن هم دون السادسة من العمر، مع وضع نظام حماية في تسليم وتسلم الأطفال من وإلى ولى الأمر. ما بين مؤيد ومتردد: وحول هذا الاقتراح كانت هذه الآراء: بداية عبرت "نجلاء" عن ارتياحها لهذا الاقتراح مؤكدة أنها مع توفر مثل هذه الحضانات تنتهي مشكلتها فتقول: عرض علي زوجي الذهاب للحج معه في العام الماضي وبسبب أطفالي قررت عدم السفر خوفا عليهم من مشقة الرحلة إذا أخذتهم معي, وراحة لي من عناء التفكير في أحوالهم إذا تركتهم عند أمي أو أختي وتواصل: فلو أنني قررت السفر ففي الحالتين سيقل استمتاعي بروحانية أجواء الحج. ولان " فاطمة " تخاف على أطفالها بشكل مبالغ فيه, كان لها هذا التساؤل: وهل ستراعي هذه الحضانات طبيعة كل دولة من أجل الراحة النفسية للأطفال أم سيتم وضع جميع الأطفال من كل الجنسيات في مكان واحد وتحت إشراف مشرفة تحمل جنسية مختلفة هي الأخرى عنهم؟ و "الحاجة نعيمة " رغم أنها سيدة مسنة, تؤيد هي الأخرى إنشاء مثل هذه الحضانات لأنها تشفق على الآباء والأمهات اللاتي يحملن أطفالهن على أكتافهن وصدورهن أثناء التنقل بين المشاعر المقدسة كما تشفق على الأطفال الذين يمشون بجوار أمهاتهم خاصة مع الازدحام والاختناق عند رمي الجمرات, ولم تنسى "الحاجة نعيمة" التعليق على التشويش الذي يتسبب فيه هؤلاء الأطفال أثناء أداء الصلاة مسببين عدم التركيز لأمهاتهم وغيرها من المصلين بالقرب منها. اصطحاب الأطفال للحج مسالة تقديرية للأم: ويرى دكتور محمد الشحات الجندي, أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية, بأن الإسلام لم يميز بين الرجل والمرأة في مسألة الحج مادامت قد توفرت الشروط, موضحا أن العبرة والشرط الرئيسي في أداء فريضة الحج هو الاستطاعة بمعنى الاستطاعة المادية والبدنية. وعن إشكالية ذهاب المرأة التي ترعى أطفالا في مراحلهم العمرية المبكرة من عدم ذهابها لأداء فريضة الحج وإرجائها لوقت آخر, يرى الجندي بأن هذا يعتمد على طبيعة المرأة وظروفها, فإذا كانت في حالة اقتدار ومرحلة عمرية تجاوزت منتصف العمر فيجدر بها أن تبادر بأداء الفريضة وتكون المبادرة أفضل مادامت أنها مستطيعة ماديا وبدنيا ووجود طفل معها لا يمنع في الأصل من أداء هذه الفريضة, فلا يوجد نص يمنع المرأة من أداء فريضة الحج إذا كانت موفية للشروط. وعلى العكس يرى الشحات بأن المرأة إذا كانت في بداية عمرها ومعها طفل أو طفلين في المرحلة المبكرة أو مرحلة الرضاعة فيفضل أن تبقى وتنتظر بعض الوقت لأن الأصل أن يكون الطفل مع الأم لضمان رعايته وحاجته المستمرة إلى الطعام أو الرضاعة. ويكمل الجندي رأيه فيقول: وفي النهاية هذه المسالة تقدرها الأم, حيث لا يحكمها نص قراني بل تترك لها, وإن كان أفضل أن تنتظر إذا كان أطفالها صغارا جدا أو كانوا يعانون من مرض ما, وإن لم يكن فمثل هذه الحضانات تنفعها في هذه الظروف. أفكارا إيجابية للمشروع: وترى الأستاذة نيفين عبد الله, المستشارة التربوية بأن هذا الاقتراح أو المشروع يبدوا جيدا للوهلة الأولى وبالتالي لا يوجد ما يمنع من دراسته وبالتأكيد سيكون له الكثير من الإيجابيات لكل من الأطفال بوضعهم في مكان آمن, والأمهات بإتاحة الفرصة لهن للتركيز في أداء شعائر الحج مع مراعاة المواصفات النموذجية في هذه الحضانات وتوفير قدر عال من الإشراف على قدر مسئولية تحمل الأطفال ورعايتهم ومراعاة وضع قوانين دولية يمكن الاحتكام إليها حال حدوث أي مكروه للأطفال، وذلك لأخذ المسالة مأخذ الجد. وتواصل: وهناك أيضا بعض العوائق التي حتما ستواجه هذا المشروع ويتسبب فيها وجود أطفال من جنسيات مختلفة واستحالة الجمع بينهم وبالتالي أرى حلا لهذه الإشكالية بتوظيف عددا من المشرفات والمعلمات من مختلف الجنسيات لتسهيل التعامل مع الأطفال, وهذا أمرا ليس بصعب فالمدارس الدولية تفعل هذا الإجراء وتطرح المستشارة التربوية عددا من الأفكار الإيجابية حال تحقق هذا المشروع ومنها: - استغلال تجمع عدد كبير من الأطفال من جنسيات مختلفة في تحقيق مبدأ التعارف إن لم يكن بين الأطفال، فيكون بين الأمهات لقوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" - إشراك الأطفال في أنشطة عملية عن كيفية أداء فريضة الحج ولبس ملابس الإحرام وتمثيل كل الخطوات, فمثل هذه الإجراءات تقيمها العديد من المدارس حتى تترسخ هذه الخطوات في ذهن الطفل ويشب على معرفتها. -ولو كانت هذه الحضانات تستقبل أطفالا في مرحلة عمرية أكبر, فمن الممكن أن تستخدمهم للقيام ببعض الأعمال في الحرم كسقاية الحجاج مثلا ويكون ذلك تحت إشراف وبشكل منظم وآمن. وتنهي عبد الله فتقول: أي فكرة مهما كانت إيجابية لا بد وأن يكون بها قدر من السلبيات وهذا لا يمنع من تجربتها. الحضانة النموذجية: ولأن معلمة الحضانة تعتبر عاملا أساسيا في مدى تقبل الطفل لها, يحدد الأستاذ ياسر محمود, المستشار التربوي المواصفات لنفسية النموذجية لمعلمات الحضانات كالآتي: أن تكون متخصصة في رياض الأطفال، أو على الأقل دارسة لخصائص المرحلة العمرية لأطفال الروضة. • لديها موهبة التعامل مع الأطفال والقدرة على التواصل معهم واستثمار طاقات الطفل من خلال أنشطة مفيدة. • أن تتمتع بشخصية مريحة وبشوشة في وجه الأطفال وتكون صبورة وهادئة, لديها القدرة على التحكم في انفعالاتها وضبط النفس. • القدوة الحسنة بمعنى أن تكون على خلق ودين لغرس القيم والمبادئ في نفوس الأطفال وتنمية الاتجاه الخلقي السليم لديهم. • تكون مفردات اللغة لديها سليمة وكذلك مخارج الحروف والألفاظ. راحة الطفل النفسية: وعن الحالة النفسية للطفل حال إيداعه في مثل هذه الحضانات يعقب دكتور سعد رياض المتخصص في الطب النفسي للأطفال فيقول: بداية الفكرة جميلة ومميزة فبمجرد تطبيقها سيستريح الطفل من أعباء الحج التي تفوق مقدرته كما ستوفر على الأهل الكثير من الوقت والجهد شرط أن يكون المكان آمنا ومعدا إعدادا جيدا لاستقبال الأطفال من مختلف البيئات والثقافات والجنسيات. ويواصل: ومع هذه الايجابيات لهذا المشروع إلا أن هناك بعض من السلبيات والمحاذير تشوبه, فالطفل في هذه المرحلة لا يتكيف بسرعة مع الآخرين وبالتالي ستشكل مثل هذه الحضانات عبئا ضاغطا عليه خاصة وأنه أيضا في هذه المرحلة يكون شديد التعلق بأمه ويخاف الغرباء، فما بالنا بمشرفات من جنسيات مختلفة، ويلبسن في الغالب أزياء مختلفة عن تلك التي تعود عليها. ولتفادي مثل هذه السلبيات, يقدم دكتور رياض بعض النصائح ومنها: - أن تشترط الأم بأن يوضع طفلها مع أطفال من نفس الجنسية. - أن تبقى الأم لفترة مع الطفل بعد إيداعه في الحضانة حتى ينكسر حاجز الخوف والرهبة لديه. - أن تكون مثل هذه الحضانات مجرد مراكز ترفيهية فقط وأن يتخللها الجانب التعليمي فيكون بشكل ممتع وبهدف الترفيه أيضا. - أن تراعي الأم فترات تواجد طفلها في الحضانة وألا تكون فترات طويلة, باستثناء أيام المشقة مثل رمي الجمرات وهذه الأيام لا تزيد عن ثلاثة أو أربعة أيام, أما باقي الأيام فيجب أن تترك الأم طفلها في الحضانة لفترات محدودة وقصيرة. | |
|