(ما للمنازل لا يجبن حزيناً..... أصممن أم بعد المدى فبلينا؟؟)
(مفتاحك أيها المنزل يخلق لي غياباً في وجودي الآخر فما السر وراء كل هذه المشاعر) (ذاكرة المكان ذاكرة اسفنجية)
مكان كان لي...كنت في قبضة أطلاله...كان كل شيء بالنسبة لي...خيالي يعتبره جزءاً من الخيال الواقعي (لله در الخيال إنه يحمي مقدساتنا)...لكنه
(المكان) من منظور المعرفة في المنطق و الفلسفة صار ذكرى باهتة ألوانها
فاتحة أو فكرة عابرة كأي فكرة عادية قد تخطر على البال..لم يعد (معرفة)
لأنه لم يعد هنا...
خيالي يستحضره في كل المناسبات...و الحقيقة الكامنة فيَّ (أكثر الحقائق صدقاً)
تعتبره حقيقة مستقلة عن الوجود أي حقيقة تنتمي لقانون حقائق لا يمكن
استحلابه مع حقيقة الوجود البحت...لكنني حين أسترجعه لحيز الوجود أجده
مبتوراً..فأين يكون هذا المكان بدوني؟؟..ماذا أسميه؟؟..ماذا أدعوه؟؟..و كيف
سيمثل في حضوري الآن؟؟..
إلى أي مدى سترهبني (قيام ذكرى المكان)...ما احتاج إلى معرفته هو: كيف سينساني ذلك المكان؟؟ (هذا البيت لا ينسى)...إنه يعتبرني موجودة فيه بدءاً من الآن إلى أن أعود إليه....إنه يستحدث صراعاً في نفسي و لا يدرك عواقب هذا الاستذكار (إذا فأنت لا تكنين الحنين لذلك المكان...ألست مشتاقة له؟؟ ألم يكن هذا المكان سنداً لك...ألم يحتويك في حرير حبه اللامحدود؟؟)
بلى أنا مشتاقة و عندي لوعة..لكنني لا أستطيع أن أجاهر بالمشاعر أكثر من
(القليل) حتى لا تسحبني إلى عوالم موحشة و مظلمة من الحسرة و انقباض القلب (نذير خوف مما سيأتي)...فها أنا ذا أكثر من الضمائر في حديثي كي لا تجرحني ذكراك أيها المكان العزيز....( رجاءً ذكرني بك بلطف إذا أردت أن تذكرني بدافع الاخلاص و الوفاء...المخلصة)....
وقفة أخرى على الأطلال: أيها المكان..إن المسألة ليست كما
تظن..ليست المسألة الكبرى وجود ظلين لشخص واحد...أرجو أن تلاحظ أهمية
الموضوع...فهذا الموضوع غير موجود في عهدة الشرح....أيها المكان..إيماني
بنفسي من المسلمات...لا يمكن أن أحذف نفسي..كما لا يمكن أن أتخيلك
بدوني.....
سألت أركان المنزل: كيف أكون غائبة (شيء لا يمكن تصوره...لعبة مكانية...زمانية...نفسية...خلل في التوازن)...أو
كيف يكون شكل غيابي؟؟ اعترف أنني في حاجة للجواب.....أنا لا أستطيع الحضور
لأرى غيابي و أجد صعوبة كبرى في تخيل وجودي في الغياب...فهذا سيحيلني إلى
أنني غير موجودة (لاحظوا أنني أسبح في دائرة مغلقة)..و لا يوجد حل وسط إما
أنا و إما غيابي...و لا يمكن أن أغيب و أنا موجودة...و لا يمكن أن أوجد و
أنا غائبة....فكيف سولت لك نفسك أيها المكان بأن تجعلني من ضمن الغياب..و
كيف جعلت وجودي مشوباً بالغياب....لا تنس وجودي البحت أيها المكان