إن حقيقة وجود الخلايا الجذعية السرطانية موضوع مختلف فيه في الأبحاث الطبية، وذلك لأن العديد من الدراسات لم تنجح في اكتشاف أوجه التشابه والاختلاف بين أنسجة الخلايا الجذعية السليمة والخلايا الجذعية السرطانية.[1] يجب أن تكون الخلايا السرطانية قادرة على التكاثر والتجدد الذاتي المستمر حتى تتمكن من عمل الطفرات المتعددة اللازمة لعملية التسرطن وحتى تدعم نمو الورم بما أن الخلايا المتمايزة لا تستطيع الانقسام إلى أجل غير مسمى (حيث إن انقسامها مقيد بما يسمى حد هايفليك).[بحاجة لمصدر] ومع ذلك، هناك خلاف حول ما إذا كانت مثل هذه الخلايا المتمايزة تمثل أقلية في الورم أم لا. وإذا اشتملت معظم خلايا الورم على خصائص الخلايا الجذعية، فليس هناك ما يدفع إلى التركيز على مجموعة خلوية ثانوية بعينها. هذا بالإضافة إلى وجود خلاف حول الخلية الأصلية التي نشأت عنها الخلايا الجذعية السرطانية - ما إذا كانت نشأت عن الخلايا الجذعية التي فقدت القدرة على تنظيم عملية التكاثر أو عن المجموعة الأكثر تمايزًا من الخلايا السليفة (progenitor cells) التي اكتسبت القدرة على التجدد الذاتي (وهو أمر مرتبط بمسألة المرونة التكيفية (plasticity) للخلية الجذعية).
وقد تم نشر أول دليل قاطع على وجود الخلايا الجذعية السرطانية في عام 1997 في المجلة الطبية طب الطبيعة. قام الباحثان بونيه وديك[2] بعزل مجموعة ثانوية من الخلايا المصابة باللوكيميا التي تظهر بها الواسمة السطحية CD34، ولكنها تفتقر إلى الواسمة CD38. وقد أثبت الباحثان أن المجموعة الخلوية الثانوية CD34+/CD38- قادرة على تكوين أورام سرطانية في فئران التجارب المصابة بمرض السكر ونقص المناعة والمعروفة باسم NOD/SCID وهي فئران تشبه أنسجتها أنسجة الشخص الذي أخذت منه العينة.[3]
في تجارب أبحاث السرطان، يتم في بعض الأحيان حقن خلايا مصابة بورم في حيوان تجارب لتكوين ورم سرطاني بداخله. ويتم بعد ذلك متابعة تقدم المرض في مرحلة مبكرة ويمكن اختبار قدرة الأدوية الجديدة على القضاء عليه. ومع ذلك، فإن تكوين ورم فعال يحتاج إلى حقن الآلاف بل عشرات الآلاف من الخلايا. وكالمعتاد، تم إرجاع سبب ذلك إلى ضعف مناهج البحث (ذلك حيث إن الخلايا الورمية تفقد ما بها من حيوية أثناء عملية النقل) أو الأهمية البالغة للبيئة المحيطة الدقيقة وهي المحيط البيوكيميائي للخلايا التي تم حقنها. ويجادل مؤيدو نموذج الخلية الجذعية السرطانية بأن جزءًا صغيرًا فقط من الخلايا التي تم حقنها - الخلايا الجذعية السرطانية - بإمكانها تكوين ورم. في سرطان الدم النخاعي الحاد الذي يصيب الإنسان، يكون تواتر هذه الخلايا أقل من 1 لكل 10,000.[2]
تأتي أدلة أخرى على وجود الخلايا الجذعية السرطانية من علم الأنسجة وهو العلم الذي يختص بدراسة تركيب أنسجة الأورام. هناك الكثير من الأورام التي تكون غير متجانسة على الإطلاق وتحتوي على العديد من أنواع الخلايا التي يكون مصدرها العضو العائل. وعادةً ما تحتفظ الأورام بعدم تجانسها عن طريق انتشارها أو انتقالها إلى أماكن أخرى غير مصابة في الجسم. وهذا يدل على أن الخلية التي أنتجت هذه الأورام لديها القدرة على تكوين أنواع عديدة من الخلايا. بعبارة أخرى، فإنها خلية متعددة القدرات، وهي سمة أصيلة في الخلايا الجذعية.[2]
دعا وجود الخلايا الجذعية لدى مرضى اللوكيميا إلى إجراء المزيد من البحوث عن أنواع السرطان الأخرى. وقد تم مؤخرًا العثور على الخلايا الجذعية السرطانية في العديد من الأورام الصلبة، بما في ذلك:
سرطان المخ[4]
سرطان الثدي[5]
سرطان القولون[6]
سرطان المبيض[7]
سرطان البنكرياس[8]
سرطان البروستاتا[9][10]