ما أن تنطق الزوجة بكلمة بسيطة أو يقع حادث صغير بالبيت إلا وينتهز الزوج الفرصة، ويتحول لسانه إلى سيل جارف من الكلمات الجارحة، وشلالات من القدح والذم والتحقير لشخصها! بين لحظة وأخرى ينقلب حاله ويصبح إنساناً ثانياً شرساً معانداً فظاً، يصيح ويهدد مُعطياً نفسه الحق في توجيه مسار حياة زوجته وتصرفاتها؛ يبخس من آرائها ومشاعرها وإنجازاتها، تنهشه الغيرة منها فيظهر روح التملك، يلومها ويعاتبها على كل ماتقول وما تفعل.
أطباء النفس يطلقون على هذه النوعية من الرجال «محبو السيطرة والتسلط» كاشفين لنا علاماتهم، ولهذا كان لقاؤنا مع الدكتورة فاطمة الشناوي، أستاذة الطب النفسي واستشارية العلاقات الزوجية بمركز «شعلان الطبي».
أكد علماء الطب النفسي أن 68 % من طبيعة الأزواج الشرقيين يميلون إلى التسلط والسيطرة في تعاملاتهم مع الزوجة، وذلك يرجع -وبنسبة كبيرة- إلى أسلوب التربية وصورة الأب التي يعتبرونها النمط الذي ينبغي أن يسود، وأحياناً تكون طبيعة خاصة بالرجل، أو ربما فرضت وظيفته عليه هذه السلوكيات التسلطية -كالضباط أو المدراء بالعمل- كما يرى النفسانيون أن تمادي الزوج في تسلطه يتوقف على ردة الفعل الأولى للزوجة، فإذا لم تصدمه مقاومة تطفئ لهيب ثورته تكون الزوجة ودون وعي منها أطلقت العنان لزوجها ليستمر في تصرفاته الرعناء! وللأسف هذا هو حال 65 % من الزوجات العربيات، في مقابل 45 % -فقط- يرفضن هذا الأسلوب
اللا إنسانى في التعامل، ولا يقبلنه بحال من الأحوال.