ليس حتمياَ أن أعذب الكلام أكذبه كما كانت تعتقد حنان التى بالغت فى كذبها
حتى خربت بيوت جيرانها وأصدقائها، وعندما ضاق زوجها من تلك الزوجة "
الفشارة" لفقت له كذبة كبيرة لتفضحه وتردعه .. فطلقها.
كانت حنان ترى أنه ليس لجمالها مثيل، لم تكن تدعمه قوة اقتصادية وعائلية
كبيرة كما كانت تتمنى .. استعاضت حنان عن كل ذلك بالكذب، وضعت حولها هالة
كبيرة .. حرصت على ألا تكشف نفسها بقدر أستطاعتها حتى صدقت نفسها وأصبح
الكذب عادة أصيلة تمارسها ببساطة، كان يمكن أن تستمر حياتها على هذه النحو
طالما أنها لا تؤذى أحداً كما تقول أنها لا تكذب وإنما تتجمل .. استمرت
حنان فى حياتها الوردية، تخرجت من الجامعة وبدأت تراودها أحلام المال من
خلال العريس الغنى. وجاء العريس من إحدى دول النفط ، شعرت حنان بأن الدنيا
بدأت تفتح لها ذراعيها لتدخل بوابة النعيم ـ وتم الزواج وعاشت معه حنان في
هناء وسعادة ورفاهية، وبعد أن انتهى شهر العسل وعاد الزوج لعمله في الخليج
وسافرت حنان له، نسجت لنفسها أصولاً أرستقراطية عريقة وقصصاً عن تاريخ
عائلتها .. وكانت تثيرغيرة أصدقائها بكلامها المبالغ عن ثراء أسرتها وأسرة
زوجها فينقلبن على أزواجهن ناقمات على الزواج، ووقعت فى مشاكل وصلت إلى حد
الطلاق .. فأصبح زوجها غير مرغوب فيه بين زملائه، مما جعله يعاتب زوجته على
أسلوب حياتها ـ حدث تنافر بينهما وتصاعدت المشاجرات التى تنتهى بعلقة
ساخنة للزوجة، وفى آخر المشاجرات ألقى عليها بيمين الطلاق عليها .. ساعتها
قررت حنان أن تهدم المعبد على رؤوس الجميع. وقفت على باب الشقة تصرخ وتقول
"الحقونى زوجى الندل أحضر غانية يمارس معها الفحشاء على سريرى" تجمع
الجيران على أصوات الاستغاثة .. وبعد أن انصرف الجميع بين مصدق ومتعجب،
خرجت الزوجة " الفشارة" من منزل الزوجية لتبدأ مشوار المحاكم لتطلب النفقة
20 ألف جنيه.