قال الكاتب الصحفى عادل حمودة، إن مظاهرات 24 أغسطس شكلت عقدة حقيقية لقيادات الإخوان المسلمين، خاصة بعد وجود مظاهر للتعدى على حريات الآخرين بما يهدد بثورة جياع بدأت فى مصر، على حد تعبيره. (نشطاء وسياسيون يشيدون بقرارات مرسي)
ودلل حمودة على رأيه باقتحام نايل سيتى واقتحام المستشفيات وغيره وقطع الطريق، لافتاً إلى أن الرئيس محمد مرسى وحزبه لديه مشكلة تدعيم استقرار أوصال حكمه، وأضاف حمودة قائلا "أوهمونا أنهم يملكون عصا سحرية لحل المشاكل، دون أن يتوجهوا إلى الناس، وحول المعالجة الأمنية الرسمية تقتصر بمصادرة أسلحة فقط".
وأضاف حمودة، فى حوار لبرنامج "مصر الجديدة مع معتز الدمرداش" مساء أمس على قناة "الحياة2"، أن برنامج الـ 100 يوم للرئيس مرسى "باين من عنوانه"، وهو ما يدفعنا لطرح التساؤل: هل الإخوان يمتلكون قيادات فعلا؟.. هل لديهم تصور وكفاءات وقدرات؟.
وحول التغيير فى قيادات المجلس العسكرى، قال حمودة، إن القيادات العسكرية قالت إنه فى حالة خروج الشارع وتأييد المواطنيين لمظاهرة 24 أغسطس سلميًا، فإن القوات المسلحة ستستجيب للشارع كما حدث فى ثورة 25 يناير فقيل نصاً "لن يكون مرسى أغلى علينا من قائدنا مبارك"، وهو ما دفع إلى تحييد المؤسسة العسكرية، لعدم الاستجابة للشارع والوقوف أمام مؤسسة الرئاسة، بالإضافة إلى عدة أركان أخرى، أهما تغيير رؤساء تحرير الصحف للسيطرة على توجهاتها، وفزاعة الإعلاميين بتحويل البلاغات ضدهم إلى النيابة والتحقيق معهم، وظهور فتاوى قتل المتظاهرين وتحريم الخروج على الحاكم، بحسب قول حمودة. (استمرار اختبار القوة بين مرسي والمجلس)
وكشف حمودة، أنه قبل 30 يونيو الماضى همس المشير إلى أحد رجاله المقربين من الإعلام إنه سيقدم استقالته وسيذهب إلى لندن للعلاج، وعندما جاء الموعد المحدد لم يستقل وأرجع ذلك إلى أن البعض نصحه فى حالة تقديم استقالته سيتم تقديمه للمحاكمة.
وأضاف حمودة أنه لم يكن أحد يعلم بالإقالات داخل المجلس العسكرى أو الإطاحة بالمشير أو الفريق سامى عنان، لافتاً إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان يدرس تأمين احتفالية مرسى فى ليلة القدر وصلاة العيد حتى الساعة 2 ظهراً فى هذا اليوم، وكان الاجتماع مع الرئيس مرسى، بعد نصف ساعة فى قصر الرئاسة، وقتها ذهب عنان بمفرده ثم تبعه المشير بعدها بسيارته، وعندما دخل قال له مرسى: أنا أقلتك من منصبك، فرد المشير: ولكن هناك إعلان دستورى مكمل، أجاب مرسى: أنا لغيته من إمبارح، فاستجاب المشير وذهب لمقر استراحته ولم يذهب للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وتابع حمودة مؤكدا أنه لا صحة لما قيل عن احتجاز المشير طنطاوي والفريق عنان وتحديد إقامتهما جبرياً وهناك من يحاول إضفاء وإصغاء نظرية المؤامرة، كما لا صحة، بحسب قوله، لما قاله اللواء محمد العصار، مساعد وزير الدفاع إن التغييرات تمت بتوافقات مع المجلس العسكرى، لمحاولة تمرير الأمر وتخفيف حدته، وهو غير حقيقى. (مرسي يدافع عن تبديلاته بقيادة الجيش)
ويعتقد حمودة، أن السبب الحقيقى وراء سرعة إقالة المشير هو الخوف من مظاهرات 24 أغسطس، ولفت إلى أن الفريق سامى عنان، رئيس الأركان له طموح دائم وكان يرغب فى تولى منصب وزير الدفاع، فهو- بحسب قول حمودة- أول من بلغ عن مذبحة وحادث الأقصر 1997 عن طريق سائقه، وساهم فى تأمين الأجانب بعدها وهو ما دفع مبارك لترقيته رئيس أركان فى قصة معروفة، وعندما رفض المشير تولى منصب نائب الرئيس فى وقت الثورة، قال عنان لأحد مساعديه من المجلس العسكرى: "مكنش بقى نائب رئيس وأنا بقيت وزير دفاع".
وأوضح الكاتب الصحفى، أن المجلس العسكرى منقسم بين ثورى وتقليدى وتجديدى، عندما ينقسم الأقوياء يقضى بعضهم على بعض مثلما حدث فى ثورة التصحيح مايو 1971 وهو ما حدث واستغله مرسى فى تجميع واستعادة سلطاته بالإضافة إلى ضرورة تجديد شباب ودماء القوات المسلحة، فمشهد المشير منحنياً - بحسب وصف حمودة- كان يضر بصورة المؤسسة العسكرية، أما الآن فالصورة أعادت الروح للجيش.
وحول ظهور مطلحات "أخونة الدولة" و"أخونة الجيش"، أشار حمودة، إلى أننا أمام نموذج تنظيم يطبق بحذافيره، فالإخوان تنظيم لا يثق إلا فى أعضاءه، وتابع حمودة: "الدليل إن كل الناس اللى راحت لهم وساندوهم علناً، لم يحصلوا على أى شئ حتى الآن، والإخوان لا يتوافقون مع أحد، ولا تصدق أن الإخوان يريدون دولة مدنية أو غيره، هم لا يثقون إلا فى أنفسهم ولا يغيرون مفاهيمهم، والدليل إن الإخوان ضحكوا على المجلس العسكرى نفسه وعلى القوى السياسية، وتخلوا عن الجميع لصالح أهدافهم، وصول الإخوان للسلطة انقلاب على الدولة المدنية". (تل أبيب: زيارة محمد مرسي لإيران مغامرة تؤكد أن مصر بدأت بالفعل تتغير)
وفيما يتعلق بمستقبل الرئيس مرسى، قال حمودة: إن مرسى صوّر نفسه للشعب على أنه لا يخاف وفتح قميصه أمام الجميع فى ميدان التحرير، لكن بعد ذلك غلق جميع شوارع مصر الجديدة المؤدية لقصر الرئاسة "خوفاً" من المظاهرات، وموكبه الآن يعطل المرور، فهذا يذكرنا بما قاله مبارك فى أولى أيام حكمه، بأن الكفن ليس له جيوب، وزوجتى لن تشارك فى العمل العام، واكتشفنا بعد ذلك أن الكفن له "جيوب وسوست" وأن زوجته مسئولة عن ملف التوريث.
وحول الإرادة الشعبية التي أعطت الرئيس محمد مرسي الشرعية، رد حمودة، متسائلا: ألم يأتى هتلر بصناديق الانتخابات، وكذلك موسولينى؟.