في حال كنت تتناولين حالياً حبوب منع الحمل، فإنك ستجدين وجهات نظر متنوعة حول ضرورة السماح لجسمك بالتخلص من آثار هذه الحبوب قبل البدء بمحاولات الحمل الجدية.
ينصح بعض الخبراء بأن تمتنعي عن أخذ أقراص منع الحمل قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر من محاولات الحمل والإخصاب، لأن أقراص منع الحمل قد تحول دون حدوث عملية الإباضة بالإضافة إلى أنها تُحدِث تغييرات في بطانة الرحم. ويعتقد هؤلاء الخبراء أنك لو أصبحت حاملاً بالصدفة، قد لا يتمكن الجنين من أن يثبت نفسه في جدار الرحم. وتحتاج بطانة الرحم إلى بضعة دورات شهرية حتى تصحح نفسها، لذلك إذا حملت مباشرة بعد إيقاف حبوب منع الحمل، ربما يتضاعف احتمال الإجهاض لديك.
يقترح بعض الأطباء أن تتيحي لنفسك فرصة شهر أو شهرين كي يتكيّف جسمك مع دورته الطبيعية، في حين يقول البعض الآخر إن الهرمونات المتأتية من حبوب منع الحمل يتم طردها من الجسم بمجرد مجيء الدورة الشهرية التالية، فلو كنت متحمسة للحمل عليك الإقدام على هذه الخطوة.
في الماضي، عندما كانت جرعات الهرمونات عالية في حبوب منع الحمل، جرت العادة أن يظهر القلق من احتمال الحمل وأنت تتناولين هذه الأقراص أو مباشرة بعد إيقافها لما تحمله من إمكانية إيذاء نمو الجنين. لكن المزيد من الدراسات الحديثة وجدت أن لا دليل على ارتفاع احتمالات الإصابة بتشوهات. ولن يصاب طفلك بأي ضرر لو حملت مباشرة بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.
أما النصيحة الدائمة فتقول "انتظري حتى تحصلي على دورة شهرية طبيعية قبل محاولة الحمل" لأنها تساعد طبيبك على توقّع موعد ولادتك بشكل أكثر دقة.
إن الانتظار بعض الوقت قبل محاولة الإخصاب قد يساعدك على التأكد من أنك في تمام الصحة والعافية كأن تتناولي حمض الفوليك عند البدء بمحاولات الحمل والإقلاع عن التدخين وإدخال بعض التغييرات في نمط حياتك.
في الوقت الذي تتوقفين فيه عن أخذ أقراص منع الحمل وتشرعين في محاولات الحمل، من الجيد أن تسجلي تاريخ دوراتك الشهرية. فمعرفة التاريخ الصحيح لآخر دورة شهرية لك يساعد الطبيب في فحص تطورات الحمل لديك وإعطائك فكرة دقيقة عن الموعد الذي حدث فيه الإخصاب. كما أن التصوير بالموجات ما فوق الصوتية لتقييم الحمل يساهم أيضاً في تحديد تاريخ حملك.