كلا، ليس هناك أي دليل على تداخل طول فترة تناول حبوب منع الحمل مع الخصوبة. في الواقع، أجريت دراسة كبيرة شملت 8497 حالة تخطيط للحمل ووجدت أن حبوب منع الحمل قد تجعل الخصوبة أسهل. ينظر الباحثون إلى طول المدة التي بقيت فيها المرأة تأخذ حبوب منع الحمل عبر الفم وإلى الفترة التي استغرقتها لحدوث الحمل. وقد حملت غالبية النساء (74 بالمئة) خلال ستة أشهر، فيما حملت نسبة 14% منهن خلال القترة الممتدة ما بين 6 إلى 12 شهراً، وحدث الإخصاب لدى 12% بعد عام واحد. واستنتج الباحثون أن "استعمال حبوب منع الحمل عبر الفم لفترة ممتدة يرتبط بشكل ملحوظ مع انخفاض خطورة تأخر الإنجاب". بمعنى آخر، ستعانين من نسبة أقل من احتمالات مشاكل الإخصاب إذا كنت تستخدمين حبوب منع الحمل لفترة طويلة.
ربما يأتي شرح هذا الوضع من تأثير حبوب منع الحمل الذي يحمي من بعض أنواع الأمراض والمضاعفات التي تؤدي إلى العقم، ومنها:
• سرطان المبيض والرحم
• ورم بطانة الرحم
• مرض التهاب الحوض
• الحمل خارج الرحم.
ينصح بعض الخبراء بأن تتوقفي عن تناول حبوب منع الحمل قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر من محاولات الحمل لأنها تُحدِث تغييرات في رحمك بالإضافة إلى أنها قد تحول دون حدوث الإباضة. وتقول النظرية أنه في حالة الحمل، قد لا يتمكن الجنين من الانغراس في جدار الرحم. وتحتاج بطانة الرحم إلى بضعة دورات شهرية حتى تصحح نفسها، لذلك إذا حملت مباشرة بعد إيقاف حبوب منع الحمل، ربما يتضاعف احتمال الإجهاض لديك.
كما ينصح بعض الأطباء بأن تتيحي لنفسك فرصة شهر أو شهرين كي يتكيّف جسمك مع دورته الطبيعية، في حين يقول البعض الآخر إن الهرمونات التي تخلّفها حبوب منع الحمل يتم طردها من الجسم بمجرد مجيء الدورة الشهرية التالية، فلو كنت متحمسة للحمل عليك الإقدام على هذه الخطوة.
في الوضع المثالي، عليك الانتظار والتمهّل حتى تعاودك الدورة الشهرية بشكل طبيعي قبل البدء بمحاولات الحمل. ومن شأن ذلك أن يعطيك فرصة للتأكد من أنك في أحسن أحوالك الصحية تمهيداً للحمل ويمنحك وقتاً للبدء بتناول أقراص حمض الفوليك، كما سيساعد طبيبك على تحديد تاريخ دقيق لموعد ولادتك. وإذا لم تعاودك الدورة الشهرية بعد ثلاثة أشهر من التوقف عن أخذ حبوب منع الحمل، من الحكمة أن تقومي باختبار الحمل لأنك قد تكونين حاملاً بالفعل. أما إذا جاءت نتيجة الاختبار سلبية، فالأفضل استشارة طبيبك. فربما هناك مشكلة معينة يجب التعامل معها.
أخيراً، لا تقلقي كثيراً ما لم تحملي مباشرة بعد إيقاف حبوب منع الحمل. ليس هناك دليل قاطع على أن أي هرمونات تؤخذ لفترة طويلة ستؤذي جنينك. في الماضي، تمّ الربط عموماً ما بين طول مدة تناول حبوب منع الحمل وتطور الحساسية لدى الذرّية (أي الأطفال)، لكن لم يتم إثبات أي علاقة بيولوجية فعلية في هذا الموضوع.