فى مشهد إعتاده معظم المصرين، داخل عربة المترو المكتظةبالركاب، وبينما يلتقط الجميع الأنفاس بصعوبة، من شدة الزحام، ظهر صوت إمرأة وهى تصرخ فى أحد الشباب، "احترم نفسك" وانهالت عليه بالسباب، حاول الشاب ان يرد ويدفع عن نفسه التهمة، ولكن كان موقفه الأضعف، أما الركاب كان كل راكب يرفع رأسه محاولا أن يرى المشهد بوضوح، دون أن يتعرض أحد للشاب باللوم أو الإدانة.
لماذا يخرج أحد الشباب من بيته ليتحرش بفتاة لا يعرفها ولن يراها بعد الآن.. قررت أن أحاور أحد الشباب المتحرشين، وبعد أن التقيت أحدهما سألته، هل أنت راضى عن هذا الفعل؟ فأجاب "لا" وأتبعت السؤال، إذن فلماذا الإصرار على الاستمرار في ذلك ألا تعلم أن هذا حرام، أليس لديك أخت أو أم؟ أجاب عارف "بس مبقدرش أمسك نفسى"، وبسؤاله هل أنت متزوج؟ كانت الإجابة بالطبع لا، كيف تختار فريستك؟ التى أشعر أنها ستسجيب معى.
وواصلت التساؤلات: لو أنك تحرشت بعشرة نساء، ما هى نسب ردود الافعال المختلفة؟ قال 'يعنى ممكن واحدة تتجاوب معى، وواحدة تصرخ فى وجهى، وثمانية يبعدون عنى فى صمت'.
ألا تخجل من نفسك ألا تشعر بتأنيب الضمير؟ فأجاب 'اكيد أنا ساعات كتير بكره نفسى، وبحس إنى وضيع، مش متخيل لو حد من أهلى عرف حاجة ذى كده يبقى شكلى إيه، أنا نفسى أتعالج بس مش عارف هقول للدكتور إيه".
ويقول الدكتور هاشم بحرى "طبيب نفسى"، عن أسباب التحرش الجنسى، أن التحرش مرض نفسى، هو نوع من انواع العنف، النابع عن غضب من شئ ما، ربما أزمة مرت بالمتحرش فى حياته تحولت إلى عدوان
ويتابع: 'هذا العدوان إما عدوان داخلى، مثل ما يقوم المريض نتقطع جسده أو شرايين يده، أو عدوان خارجى مثل القيام بأعمال البلطجة أو التحرش الجنسى'.
ويوضح الدكتور هاشم بحرى، أن طرق العلاج تكون عن طريق التربية السليمة، بعدم تعرض الأطفال للضغط النفسى من الأهل، وعدم انغماس الطفل فى مشالكل الأسرة بشكل كبير، وأن يكون للأولاد مساحة من الحرية المسئولة، مع التركيز على غرس القيم الدينية النبيلة
واكد بحرى على ضرورة وجود أخصائين نفسيين فى المدارس والعمل، مشيرًا إلى ضرورة ذهاب المتحرش إلى طبيب نفسى، حيث أن هذا المرض ناتج عن اضطربات فى الشخصية ولابد من وضع برنامج تاهيل نفسى للشخصية.