بعد دقائق مرت ثقيلة فى وقفتها داخل طابور غير منتظم للحصول على تذكرة المترو، تناولت 'رانيا' - طالبة الفنون التطبيقية - التذكرة مسرعة من يد العامل الجالس خلف الشباك الزجاجى لكى تقف فى طابور آخر أمام ماكينة المرور الكهربية، لتمر سريعاً إلى ركوب المترو، ووسط عبور بعض الشباب قفزاً دون تذاكر، لتكون هى المرة الوحيدة التى تستخدم فيها التذكرة الصفراء.
'رانيا' ليست الوحيدة من الركاب التى تمر بهذا الطريق تتحمل الزحام خلف ماكينة واحدة، فغيرها من ركاب المترو أبدوا دهشتهم واستغرابهم من وجود ماكينات جديدة يغطيها 'التراب' لأنها لا تعمل؛ فعلى الرغم من إنفاق الحكومة الملايين على ماكينات التذاكر الجديدة التى تعمل بالكروت الذكية بمحطات مترو الأنفاق، واستمرار الوعود المتكررة بتشغيلها من المسئولين، إلا أن الماكينات لا تزال معطلة .
ويمر أعداد الركاب الهائلة يومياً والتى تصل إلى أكثر من 3 مليون من ماكينة أو أثنين فى الذهاب والإياب، بينما لا تحتاج إلى التذكرة مطلقاً لتمريرها فى الماكينة، فالركاب عند مرورهم يعطوا التذاكر لرجل الأمن الذى يقف طوال اليوم ليأخذها منهم 'بيده' دون الحاجة إلى الماكينات الكهربية .
وبعد تزايد أعطال ماكينات التذاكر القديمة، قررت إدارة مترو الانفاق إنشاء ماكينات جديدة، وبالفعل تم إنشاء 600 ماكينة حديثة بالاستعانة بشركات أجنبية حسب ما اعلنته إدارة تشغيل المترو ، وقد أعلن الجهاز عن بدء تشغيل الماكينات الجديدة بالمحطات المختلفة منذ بداية شهر يناير الماضي .
تعطل الماكينات الكهربية وتزايد الزحام عليها يومياً داخل مترو الانفاق أعطى فرصة 'للتزويغ' من دفع التذاكر من قبل بعض الركاب، فمع تزايد الأعداد خاصةَ وقت الذروة، وانشغال أفراد الأمن بتناول التذاكر من الركاب، أعطى الفرصة لتزايد التهرب من دفع قيمة التذاكر، فالماكينات الكهربية المعطلة صالحة للعمل لكنها لا تعمل، الأمر الذى يثير دهشة بعض الركاب، ويتساءلون عن جدوى إنفاق ملايين والدخول فى شركات أجنبية إن كان الأمر سينتهى بإعطاء فرد الأمن التذكرة كما يحدث فى أتوبيسات النقل العام تماما.