استاد القاهرة وقد أمتلأ عن آخره؛ الأعلام المصرية ترفرف ومن بينها ما
تلمحه بأماكن متفرقة بالإستاد من أعلام سورية وأخرى فلسطينية، وأمام المنصة
أو ' المسرح' الذي تم إعداده لإلقاء كلمة الرئيس؛ جلس عدد كبير من الوزراء
وممثلي الأحزاب، ورجال الرأي العام والدين.
اكتمل بحضور رئيس
الوزراء 'هشام قنديل' قبل وقت قليل من حضور الرئيس؛ حيث خرج من بين حضور
'الاستاد' المنتظر لقدوم 'مرسي'، ليجلس في مقدمة المقاعد المخصصة لكبار
رجال الدولة، وعلى يمينه الفريق 'عبد الفتاح السيسي' وزير الدفاع في تقليد
جديد، كحال المشهد العام؛ حيث كان المتعارف عليه جلوس وزير الدفاع قرب
الرئيس بمنصة إلقاء الكلمة.
المشهد الثاني : سيارة مكشوفة وهتاف
قبل
الساعة السابعة مساءاً بقليل ظهر موكب 'الرئيس' خارج الاستاد، لكن لم يحن
وقت دخول الرئيس بعد، فجلس بقاعة كبار الزوار، وما هى إلا دقائق حتى ظهرت
'سيارة' وُضع في مقدمتها أعلام مصر، والتف حولها عدد من الرجال هم الحرس
الرئاسي الخاص، ليظهر 'مرسي' من داخل سيارة مكشوفة، أخذت تجوب الاستاد، في
تقليد اختفى منذ عهد السادات.
وأخذ 'مرسي' يشير بيده مرحباً بالحضور،
باسطاً لها مرة، وقابضاً عليها مرات أخرى، وسط هتافات أخذت طابع المكان
فتسمع ' هيلا هيلا وهيلا هيلا هو ريسنا مرسي مافيش زيه.. بنحبك يا مرسي..
بنحبك يا مرسي'، ثم عادات الهتافات للطابع الثوري ' ثوار أحرار.. هنكمل
المشوار'.
واستمر الوضع حتى السابعة والربع عندما صعد 'مرسي' لمنصة
الحديث بعد أن ترجل عن السيارة، وألقى التحية مرة أخرى لكنها خاصة هذه
المرة لأفراد الجيش من الجنود صغار السن الذين تم تخصيص مدرج لهم، بين صفوف
الحضور.
وجاءت الهتافات من بين الحضور هذه المرة، ومدرج 'الجيش'،
والآخر الذي خُصص للشرطة ' الجيش والشعب إيد واحدة.. الشرطة والشعب إيد
واحدة'.
المشهد الثالث: سلام وتأمين
'مرسي' يصعد
إلى المنصة وسط استمرار الهتاف الذي أخذ يتوقف شيئاً فشيئاً بعد إشارته
للحضور بالجلوس وبدء الحديث، الذي لم تكن تكتمل عباراته حتى يقطعه هتاف ما
أو تصفيق، وأيضاً التفاعل مع الحديث بالرد، وذلك على مدار الخطاب.
فما
أن قال ' شعب مصر العظيم أحييكم جميعاً بالتحية الخالدة الباقية فسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته '، حتى جاء رد حضور 'الاستاد' بالمقابل، واستمر '
مرسي' بالحديث عن 'أكتوبر'، وتقديم واجب التحية لمن شارك في هذا النصر،
وما بين انتقاله بالحديث عن الثورة وتسليم ' القوات المسلحة السلطة لرئيس
منتخب بإرادة المصريين' جاء التأكيد مرة أخرى على الاحتفاء بمن شارك بحرب
أكتوبر.
تبعه القيام بالدعاء قائلاً ' نحن اليوم حينما نقف لنحتفل
بذكرى النصر.. نذكر جميعاً من بقي من أبطال ...نقف لنحتفي بهم وبالوطن الذي
نحبه جميعاً .. فاللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا ودبر لنا يارب،
فإننا عبيدك لا نحسن التدبير'، ليمتلئ الإستاد بكلمة ' آمين'.
المشهد الرابع : العبور الثالث
'مرسي'
ينتقل من الحديث عن نصر أكتوبر باعتباره 'العبور الذي يعبر عن عبور أمة
وشعب ووطن إلى آفاق جديدة رحبة' - على حد قوله - إلى ' ثورة 25 يناير' التي
انبعثت فيها الروح والإرادة ذاتها.
لتكون العبور الثاني لمصر قائلاً
' إن الإرادة انبعثت من جديد في ثورة 25 يناير وأراد الله أن يكون العبور
الثاني في 25 يناير أيضا للشعب والجيش معا يداً واحدة'.
ويتوقف عند
يوم 30 يونيو 2012 يوم 'العبور الثالث' كما وصفه قائلاً ' أيها الأحباب
وبعد يوم الثلاثين من يونيو، هذا هو العبور الثالث لينهض الشعب بهذه
الأمة.. حرية نمضي بها وإرادة قوية.. ديمقراطية كاملة.. وعدل.. وعدالة
اجتماعية بعد معاناة وفساد لا يخفى على أحد.. هذا هو العبور الثالث لهذه
الأمة ومصر'.
ومن هذه الكلمات بدأ ' مرسي' الخوض في الحديث عن تفاصيل ما تحقق من وعود الـ ' 100يوم' حتى نهاية الخطاب.
المشهد الخامس: بانوراما وختام
بصوت
حازم جهوري حماسي ظل 'مرسي' ما يقرب من ساعتين، اعتمد فيها على الارتجال
والتحضير المعد سلفاً أكثر من النظر إلى الأوراق، ولم يغفل توزيع أنظاره
على جميع أركان الاستاد، حرص على الحركة بعد فترة من الوقت بحمله
'للميكروفون' بدلاً من الثبات أمام منصة الحديث.
اختفت الأسماء بشكل
كبير، وسيطرت الأرقام والنسب واللغة غلبت عليها 'العامية' البسيطة عند
الحديث عن المائة يوم، اعتمد كعادته على استخدام الألفاظ الحميمية ومنها '
أيها الأحباب ... الأخوة .. شعب مصر'.
ذكر 'مرسي' تحمله للمسؤولية
كاملة مع الشعب أمام مسيرة التنمية، ما بين حديثه عن تفاصيل وعود المائة
يوم، حرص بالرد على الانتقادات، بدأها بقرض البنك الدولي قائلا' لن أقبل أن
يأكل المصريون من الربا'، وما تردد عن ميزانية السفر والانتقال والصلاة
مازحاً في الأخيرة بقوله ' بيقولوا صلاة الجمعة بتكلف 3 مليون جنية يعني
الركعة بكام ؟!' .
وختمها بالحديث عن عدم حصوله على بدل السفر
للخارج، وعدم امتلاكه غير 'شقة ' بالإيجار سعياً منه لإرساء قواعد تداول
السلطة، حرص أيضاً ألا ينتهي الحديث دون الإشارة لقضية فلسطين ودعم الشعب
السورى.
'مرسي' ينهى الحديث موجهاً التحية مرة أخرى، لينتقل إلى السيارة المكشوفة ومنها لأخرى حيث عودة إلى 'موكب' الرئيس .