كاد 'شارون' بعملية عسكرية أن يقلب موازين الحرب في الجبهة المصرية
لصالح الطرف الإسرائيلي؛ خاصة مع 'الجسر الجوي الأمريكي' لإمداد إسرائيل
لما تحتاجه لاستمرارها في الحرب، و كانت 'ثغرة الدفرسوار'
القصة تعود
لما قبل 'حرب أكتوبر'، تعود للتاسع من سبتمبر 1969 وقت 'حرب الاستنزاف' في
عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر؛ حين أمتلك الجيش 'رادار' متقدم بعيد
المدى، ومن أجل حمايته قاموا ببناء قاعدة 'لرادار آخر' قريب المدى، إلا أن
إسرائيل استطاعت إنزال قوات برمائية بمنطقة 'الزعفرانة' بخليج السويس،
وقامت 'بتفكيك' أجزاء الرادار المتقدم ونقلها لإسرائيل مستخدمة 'مدرعة
مصرية' كانت ضمن غنائم 'حرب 67 ' زيادة في التمويه.
وجاءت حرب
أكتوبر، ولم تمتلك مصر سوى 'رادارات قريبة المدى' لا تستطيع كشف تحليق
طائرات 'فانتوم' التي تفوق سرعة الصوت، وهو بالفعل ما حدث في معارك يومي
17، 18 أكتوبر، حين اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية 'فانتوم' وجود 'ثغرة'
تبلغ 'ميل طولا وعرضا' بين الجيش الثاني في الإسماعيلية والثالث في السويس،
وأبلغت بها غرفة العمليات الإسرائيلية.
'الثغرة' جاءت بعد أمر
'السادات' بالهجوم شرقا نحو 'مضائق سيناء'، ولكن الفريق 'سعد الشاذلي' حذره
من خروج قوات دون 'مظلة دفاع جوي' حتى لا تكون فريسة سهلة للطيران
الإسرائيلي، ولكن 'السادات' سحب في يوم 14 أكتوبر 'فرقتين' كان موكل لهما
'تأمين مؤخرة الجيش' من ناحية الضفة الغربية للقناة وفقا لخطة 'المآذن
العالية'.
تدفقت قوات الجيش الإسرائيلي بقيادة 'شارون' لمنطقة الثغرة
بقوة سبع دبابات وثلاث مدرعات و250 فرد مشاة، وقامت بتدمير وحدات الدفاع
الجوي الموجودة بالمنطقة وأسر الجنود المصريين، واستمرت المعركة ليومين بين
الكتائب المصرية ومن بينها 'كتيبة 16' بقيادة 'محمد حسين طنطاوي' وقتها، و
عرض 'الشاذلي' سحب 'الفرقة الرابعة' واللواء 25 المدرع' ودفعهما لتأمين
الثغرة، إلا أن 'السادات' عارض الفكرة خوفا من 'تكرار أزمة الانسحاب' كما
حدث في 'النكسة'.
استطاعت بعض الفرق الإسرائيلية التقدم غربا حتى
وصلت لطريق (السويس - القاهرة)، إلا أنها عادت لتأزم الوضع على جبهة القناة
ونقص الإمدادات، و حاول 'شارون' دخول 'الإسماعيلية' بقواته، إلا أن
'المقاومة الشعبية' أبت دخوله ودارت معارك ابقت 'الجنرال' بالخارج.
وهكذا،
بدأت الأمور تعود لصالح المصريين، فالقوات الإسرائيلية في 'الثغرة' حوصرت
بين المضائق و'استنزاف' القوات المصرية، وازداد قلق 'غرفة العمليات'
الإسرائيلية من 'هجوم مصري مضاد' بقيادة اللواء 'سعد مأمون' قائد قوات
الثغرة بالجيش الثاني الميداني، وازداد الأمر سوءً على الجبهة الإسرائيلية
ببطيء 'الجسر الجوي الأمريكي' بسبب تدخل 'السوفييت' ورفضهم أن تقلب
الولايات المتحدة نتائج الحرب.
صدر قرار وقف إطلاق النار وخفت حدة
القتال، جاء وزير الخارجية الأمريكي 'هنري كسينجر' وقام بوساطة بين 'جبهة
سيناء' وإسرائيل، إضافة إلى 'هدنة' بين إسرائيل و'جبهة الجولان' لازالت
سارية المفعول حتى الآن