كثيرا ما ارتبط الابداع والعبقرية بالجنون بشكل او اخر
كثيرا ما نمدح احدهم من شدة اعجابنا بما قدم " كم انت مجنون "
وكم هم العشاق الذين وصفوا بالجنون والعبقرية ..
يقال ان العبقرية والجنون وجهان لعملة واحدة ...والعشاق هم مجانين عباقرة
إن للعشاق و المجانين، عقولا متهيجة و متخيلات غريبة، تمكنهم من رؤية ما لا يراه العقل الهادئ. فالمجنون و العاشق و الشاعر، لهم نفس الصنف من المخيلة. احدهم يرى من الشياطين ما ليس في وسع الجحيم أن يحتويه، و هذا هو الجنون. أما العاشق و -هو في مثل تهيجه- فقد يرى جمالا كجمال هيلين، في وجه غجرية في مصر. أما الشاعر فهو في نوبات جنونه، ينقل بصره من السماء إلى الأرض، و من الأرض إلى السماء، فتصور له مخيلته أشكال أشياء غير معروفة أو مألوفة. و يستطيع بقلمه أن يجسدها و أن يصنع من لا شيء شيئا يسميه…….”
الجنون والعبقرية :
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
العبقرية مشتقة من وادي عبقر وهو وادي للجن يقال ان من يدخله اما ان يصبح شاعر او مجنون " لاحظ الارتباط بين الجنون والعبقرية "
لا اريد ان اخوض كثيرا في تاريخ هذا الوادي ..
كثيرا من الفنانين والمبدعين والفلاسفة انتهت حياتهم ب وضع حد لها او كان كل من حولهم يجد فيهم جنون بعيد عن المنطق ..
فكيف نحاكم مالا نعرف ملا يصل الي عقولنا المحدودة بالمعروف ولكن اولئك يعملون حيث لا يصل العقل انه بعد اخر بعد الجنون المبدع ..
يقول نزار قباني :
الجنون و راء كل قصائدي
أو ليس في بعض الجنون صواب
وانظر الي عبقرية احمد مطر ..والجنون ..
أنا مجنون !
اجل ادري
و ادري أن أشعاري جنوني…..
….آه لو يدرك حكام بلادي العقال
آه لو يدركون
أنهم لولا جنوني….. عاطلون ”
إنها قمة الجنون المبدع، و قمة العقل الخلاق، إنها العبقرية
اولئك العباقرة لا ينفكون يصنعون المختلف ويستغرقون من حياتهم الكثير
قد يكون غيرهم انجب وكون ثروة ولكنهم يعيشون لذاك الشغف الذي يمتلك عليهم كل لحظاتهم انهم لا يحلمون بما يحلم به الاخرون انهم يصنعون الفرق ...
فمثلا نجد دافينشي استغرق في رسم لوحة الجوكاندا خمس سنوات متواصلة، و هوميروس الشاعر الأعمى الذي كتب الاليادة في 12520 بيتا، و التي تعتبر لحد الآن أعظم ما كتب حتى اليوم، رغم أنها كتبت منذ حوالي 1000 سنة ق م. نفس الشيء نجده مع بيتهوفن، الرجل الأصم الذي أبدع أجمل السيمفونيات، و الذي قال عنه الموسيقي فيبرweber صاحب سيمفونية der freichtg الشهيرة، في معرض تعليقه على السيمفونية السابعة لبتهوفن، ” لقد بلغ إسراف العبقرية عند بيتهوفن، الحد الذي كان عليه أن يدخل بسبه مصحة عقلية
وهذا الشغف الذي جعل الرسام الايطالي مايكل انجلوا، حين أبدع أحسن اللوحات بعد أن ضل معلقا خمس سنوات بالحبال، ليرسم و ينحت، على قبة كنيسة ”سيكستين” لوحة نشوء العالم كما جاءت في سفر التكوين.
نخاف من الجنون ونريد ان نكون طبيعيين ونريد من اولادنا ان يكونوا عادين
لا نريد ان نراهم حالة خاصة في تفكيرهم في تصرفهم في اراءهم الفكرية والدينية حتي ..نريد ان نسير دوما مع التيار ولكن من يغير وجه العالم ؟
من يجد المختلف هم اولئك الذين كانوا في نظرنا مجانين كانوا مختلفين
العشق والجنون :
كثيرا ما نجد اولئك المبدعين عشاق رهيفي الحس قادرين علي عمل المستحيل
لا يهمهم تلك المصطلحات الجوفاء " الكرامة , والعزة , والممكن والمستحيل
لا يلتفتون الي الصعوبات ولا يفكرون في الصدمات لا يهمهم الرفض او القبول
نعم يتوجعون ولكنهم لا يحجمون يتحدون الدنيا ويكتبون حبهم بشكل مختلف
قصائد مجنونة ...لوحات معمدة بالدم ...
وليس ببعيد عنا الفنان فان كوخ ولا مجنون ليلي وغيرهم كثير ...
هل نعيش الجنون مرة في حياتنا ونحل العقال ونطلق ذاك المحبوس " العقل " ليكون جنونا ؟؟ ونصنع الفرق ؟ ام سوف نتمسك بالسير مع السيل يجرفنا حيث يرسوا كل التراب والطين ؟ هذا هو السؤال ؟؟
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات