هذه الصفة موجودة عند معظم الفتيات، فالفتاة منذ صغرها وهي تحرص على شكلها ومظهرها أكثر بكثير من الشاب، ونجد أنها منذ أن تفهم وتعي ما يدور حولها تحب أن تتزين وتبدو في أجمل هيئة، وهذا لا ينطبق على الولد في كثير من الأحيان. أما السبب في هذا- وهذا السبب كذلك في غيره من الفروقات بين الرجل والمرأة- فيقال:
الله عز وجل خلق آدم من تراب، وخلق حواء من آدم.. ولهذا فالرجل مرتبط بالأرض، والمرأة مرتبطة بالرجل، وهذا بالتالي يعني أن الرجل مرتبط بما لا روح فيه فيغلب عليه الجفاف العاطفي، بينما المرأة مرتبطة بما له روح فتغلب عليها العاطفة..
وهذا أيضا هو سبب الفرق بين طريقة إثبات التفوق عند الرجل والمرأة، فالرجل يثبت ذاته ويدلل على تفوقه بالعمل، بينما المرأة تثبت ذاتها بعلاقاتها الاجتماعية مع الآخرين.. ولهذا فإننا نجد أن الفتاة في التعليم المختلط مثلاً تحرص على لفت الأنظار بجمالها وأناقتها، بينما يحاول الشاب لفت الأنظار إليه بتفوقه على أقرانه.
وهذه الصفة في الفتاة قد تجعلها تلبس ما يغري الشباب بمعاكستها: كالنقاب الذي يبدي معظم الوجه، والعدسات الملونة، والعباءة الضيقة وغير هذا مما يكون سببًا في لفت الأنظار إليها. وهذا مما حرّمه الرسول صلى الله عليه وسلم كما روى أحمد في مسنده: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية.
إن حب لفت النظر لا تعني به الفتاة لفت نظر الشباب فقط، بل لفت نظر الشباب والفتيات أيضًا لأن حب التزين والتجمل صفة تحبها الفتاة وتكون فيها حتى وهي في مجمع من النساء (كالأعراس مثلا)، وقد يكون الإطراء أو النظر إلى زينتها وهيئتها بإعجاب فيه ما يحقق لها الشعور بالسعادة والرضا. ولذلك فإنه لا يشترط أن تكون الفتاة تنتظر نظرة إعجاب بمعناها السيئ، بل قد تكون حريصة على نظرة إعجاب بريئة أيضًا.