عام قارب على الانتهاء بعد ثورة 25 يناير .. نعم اتفقت وجهة المجلس العسكرى مع الثوار فى خلع مبارك فانخلع .. ولكن الآن وقد نجحت الثورة المضادة فى مخطط تزهيق بعض أفراد الشعب من الثورة وإحداث انقلاب شعبى متزايد يجعل الصامتون ممن تعاطفوا مع الثورة فى بشائرها يكرهونها ويشككون فى ثوارها لنعود إلى نقطة الصفر .. فوسائل الخداع التى يتم بثها للمجتمع متعددة وساهمت فى جر المجتمع لقضايا تافهة كما كان يحدث قبل الثورة .. ولتعود ريمة لعادتها فمن كانوا قبل الثورة مع الحاكم عادوا لقواعدهم ومن كان معارضاً استمر فى مهمته .. وعاد نفس الكلام والتشهير السافل الذى كانوا متردداً أيام ثورة 25 يناير عن الثورة مثل المصدر المسئول الذى كان يحذر من كرات اللهب فى التحرير .. كأننا حذفنا الفترة من 25 يناير وحتى تاريخه من النتيجة ونكمل .. فالجنزورى رئيس وزراء والمشير وزير دفاع وعمرو موسى أو شخصية عسكرية كشفيق أو خير الله يتم تحضيرهم للرئاسة .. وكل الاختلاف أن مبارك فى المركز الطبى العالمى والإخوان والسلف وبعض التكتلات أزاحوا جمال وعز من طريقهم .
ويقولون أن المجلس العسكرى سيسلم السلطة ولا نعرف هل سيسلمها متشفية أم فى حاجه لتشفيه ؟! فقد استلموا نظاماً فاسداً كانوا أحد أضلعه ورفضوا أن يسلمه مبارك لنجله .. وهل سيسلمها كاملة غير منقوصة إلى مدنيين عكس ما قال كارتر بعد مقابلته لكبيرهم ؟! هل سيسلمها منزوعة الحصانة ومعهم صك الغفران الدائم من أى محاسبة أو مراقبة ؟! أعرف أن جماعة الإخوان وحزبها رغم اكتساحهم للانتخابات يريدون تجنب الصراع مع المجلس العسكرى حتى إتمام المرحلة الانتقالية ولكن ثمن هذا لا يجب أن يكون بالتغاضى عن مطالب الثورة الباقية والتى لم تتحقق .. فمن يحمى البلطجية ومن صدر وثيقة السلمى ومن قبله مقترحات يحي الجمل ومن تقاعس عن حماية المجمع العلمى ومن ماطل فى إنهاء الفترة الانتقالية واستمر فى إحالة المدنيين لمحاكمات عسكرية فهؤلاء هم الجناة وليسوا الثوار .. فالثوار طالبوا ويطالبون بإسقاط نظام فاسد ويرون أنه لم يسقط ومن حقنا أن ندافع عن وجهة نظرهم حتى لو اختلفت آليات التطبيق التى نراها .. والفئة القليلة التى ثارت فى البداية على الظلم ولم تتحقق كامل مطالبها قادرة على التغيير مجدداً وهم يستطيعون أن يسجنوا الثوار ولكن مستحيل أن يسجنوا الثورة فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله .. فالمصيبة ليست فى ظلم الأشرار بل فى صمت الأخيار كما قال مارتن لوثر كينج .. وسيفشل أى سيناريو ساقط يواجه به الطغاة على اختلاف هيئاتهم من يطلبون الحرية الحقيقية لا تحسين شروط الاستعباد فمخطط حرق مصر يوم 25 يناير القادم أصبح لعبة سخيفة لا تنطلي إلا على السذج.
ومن ينظر للثورة نظرة مرحلية جزئية ستعجبه نتيجة الانتخابات ومن ينظر لها نظرة كاملة سيجد أن قواعد حزب الفساد ما تزال راسخة حتى وإن كانت قد تأثرت بزلزال الثورة الذى لم تنتهي توابعه وسيثور مجدداً بكل الريخترات الممكنة حتى إتمام التطهير
وفى النهاية سؤال : هم ليه معظم رموز النظام الفاسد مثل عزمي وسرور والعادلى أجروا عمليات فى عنيهم ؟
يمكن السلطة والمال بيجلوا البصر لكن أحياناً بيطمسوا البصيرة !