عدد المساهمات : 8263 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 01/06/2012 العمر : 31 الموقع : منتدي خلاصة تجاربي
موضوع: الطلاق بداية او نهاية الإثنين سبتمبر 17, 2012 8:25 pm
إن هدم البيت المسلم ليس بالأمر الهين , لكن إن ساءت العشرة و تعذر الاستمرار فقد شرعت الشريعة الطلاق والفسخ و الخلع لإنهاء هذه العلاقة, و هذا أفضل من البقاء في حياة هي أقرب للجحيم وقد تنتهي بصور مأساوية. قد تكون نسبة الطلاق في زماننا مرتفعه لكن يبقى الطلاق قضية قديمة وموجودة على مر العصور فمن الصحابة من طلق وبعض الصحابيات طلقن وما عابهن هذا، فالطلاق لا يقدح بالمطلقة ولا يقلل من شأنها، ويجب التعامل معه على أنه مجرد حالة اجتماعية حتى يتسنى للمطلقة مزاولة حياتها من جديد. وعلى الرغم من كون الطلاق حادث مؤلم بعض الشيئ إلا أنه قد يحمل بين جنابته الخير، ففي حالات كثيرة كان الطلاق دافع كبير للمرأة نحو النجاح في مجالات شتى، وأصبح للبعض نقطة تحول نحو الأفضل. تستوقفني بعض الأسئلة لأتأمل حال السائلة، فأحد الأخوات تسأل هل يمكن أن أنتقل للعيش مع والدتي فزوجها طيب جداً أفضل من حياتي مع أهلي, وأخرى تقول أريد أن تبقى ابنتي لدي فزوجي طيب جداً و يحبها وقد جهز لها غرفة مستقلة وستكون حياتها أفضل من حياتها لدى والدها القاسي. يظهر أن السيدتان –الأم في الأولى والسائلة في الحالة الثانية - ينعمن بحياة سعيدة مع زوج طيب, بخلاف أزواجهن السابقين يوماً ما كانت السيدتان تحملان لقب مطلقة. ماذا لو لم يحملن هذا اللقب؟ وما سيكون حالهن لو استمرت إحداهن في عصمة زوجهاالأول؟ لنتأمل الفرق!! إذاً فلما النظرة السوداوية للطلاق وكأنه نهاية الحياة, وأن ما بعده أسوء منه, والحقيقة أنه قد يكون مرحلة تنعم فيها المرأة بالهدوء لتبدأ بعده حياة قد تكون أكثر إشراقاً وسعادة وراحة مما سبق, وكثيراً ما نسمع عن قصص لسيدات لم يوفقن بزواجهن الأول ولكن وفقن في الزواج الثاني و ربما الثالث . قال تعالى :وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية:" وقد أخبر تعالى أنهما إذا تفرقا فإن الله يغنيه عنها ويغنيها عنه، بأن يعوضه عنها من هو خير له منها، ويعوضها عنه بمن هو خير لها منه وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا أي: واسع الفضل عظيم المن، حكيما في جميع أفعاله وأقداره وشرعه. " فلما القلق و خزائن الله لا تنفذ والمقادير بيده.