إنه في يوم 16 أكتوبر عام 1970، قام السيد نور الدين الأتاسي - رئيس الجمهورية - بالاستقالة من منصبه، وأعلن وزير الدفاع 'حافظ الأسد' توليه مهام الرئاسة وسيطرة الجيش السوري على مجريات الأمور'.. هذا الخبر كان متصدراً الصحف السورية والعربية منذ 42 عاماً، للإعلان عن 'انقلاب عسكري' على 'الرئيس التاسع' في تاريخ سورية'، بعد تدخلات واسعة في الجيش من خلال وزير الدفاع آنذاك 'حافظ الأسد' وشقيقه 'رفعت الأسد'، وهو ما وصف وقتها 'بالحركة التصحيحية' .
سلسلة من الانقلابات العسكرية شهدتها سوريا عبر تاريخها منذ إعلان الرئاسة، 'الأتاسي' نفسه تولى الحكم 'بانقلاب فبراير' العسكري على الرئيس الأسبق 'أمين حافظ' في 1966، وكانت مجريات الأمور وزمام السيطرة في يد 'حزب البعث' وليست في يد الرئيس.
وعلى الرغم من خسارة سوريا لأراضي 'الجولان' في عهد 'الآتاسي' ومجيء 'حافظ الأسد' الذي أعاد بناء الجيش، إلا أن ثمة قرارات 'ديكتاتورية' رسخت لحكم 'آل الأسد' في البلاد، وأصبح 'الأتاسي' قيد الاعتقال في 'سجن المزة' العسكري، ويلاقي هوانا شديدا في سجنه لمدة 22 عاما، ويصاب بالسرطان ولا يجد العلاج فيتقرر إطلاق سراحه بعد تدهور صحته، ويموت في 1992 ويدفن في 'حمص'.
وبعد مرور 42 عاما هي فترة حكم 'آل الأسد' للحكم وسيطرتهم على الجيش، لم يبقى الجيش السوري 'درع' يحمي سوريا ومواطنيها، بل صار 'سيفا' على رقاب الثائرين، وخلال أكثر من عام ونصف من الثورة يسقط آلاف الشهداء بنيران قوات الجيش في مدن 'حمص' و'درعا' و'ريف إدلب' و'حلب' و'دمشق' العاصمة، ووصل الأمر مؤخرا إلى 'حرب وشيكة' بعد قصف الجيش لقرى تركية يحتمى بها لاجئون سوريون، ويكون في مقدمة المعارضين 'أبناء الأتاسي'.